أضواء على الزّوزنيّ و شرحه للمعلّقات

إنَّ المعلّقات السّبع هي من أفصح و أروع القصائد في العصر الجاهلي ولها مكانه رفيعه جداً فإنها تعتبر معجما غنيا بالمفردات و سيجا من النّحو العربيّ الرّصين فبالنظر الى أهميّتها البالغه لدى العلماء والأدباء بادر الشرّاح الى شرح تلك القصائد أشهرها شرح الزوزنيّ المسمى باسم «شرح المعلّقات السّبع» وكان الزوزنيّ أديبا نحويّا عالما باللّغه العربيه وظرائفها وشرحه هذا من ذخائر كتب الأدب ونفائسها. ونحن في هذا المجال استخدمنا المنهج الوصفيّ ــ التحليليّ وألقينا الضوء على شخصيه الزوزنيّ وأشرنا الى جوانب مختلفه من علومه و كذلك بيّنّا أهميه شرح الزوزنيّ عند اللّغويين و المفسّرين والعلماء والأدباء؛ فإنّهم في الكشف عن المعاني الحقيقيّه لبعض المفردات التي كانت تستعمل في العصور السّالفة أو في تفسير بعض الآيات الكريمة والأحاديث الشّريفه استندوا الى شرح الزّوزنيّ واستفادوا منه لتأييد أقوالهم. وجدنا من خلال البحث أن الزوزني في شرحه الرائع للمعلّقات قد استخدم عبارات سهله فصيحه بعيده عن المستوحش وكان أسلوبه في الشرع متنوعا. فيشير تاره بالآيات القرآنيه والأحاديث النّبويه الشّريفه وأحيانا له الآراء النّحوية و الصّرفية وله اللّمحات البلاغيه وهذا الأسلوب جعل آرائه في تلك المجالات مسانيد للمؤلّفين والأدباء أيضا. كما إنه استخدم في شرح المفردات مترادفات تختلف قيمتها الدلاليه عما جاء في المعلقات فيركز المقال أيضا على تلك القيم.