قراءة تقييمية لاثر الفن المعماري الاندلسي و المدجن على الفن المعماري للمغرب الاوسط

تعرضت الهوية المغاربية و الوسطى بالذات لعملية تشويه و تحريف خلال الحقبة الاستعمارية الفرنسية، جعلها تطمس العنصرين الاساسيين من مكوناتها الاندلسي و الموريسكي. بعد الاستقلال (1962م) و مع تبني الحكومة الفتية فكرة القومية العربية, اصبحت اللغة العربية تشكل جسرا يربط الشعب بهويته الاصلية لكن في نفس الوقت انكرت بعض عناصرها من بينها الاندلسية و الموريسكية. موخرا و مع تضاءل الشعور بروح القومية العربية, شهدت الساحة المغاربية الوسطى صحوة تامل من خلالها استرداد كل مكونات هويتها. نظرا لعدم وجود دراسات شرقية اكاديمية جديرة بالاهتمام حول اثر العمارة الاندلسية و المدجنة قد يخطئ البعض بضمها ضمن سجل انماط العمارة الغربية المتوسطية. العديد من المراجع تطرقت لاثر العمارة الاندلسية على المغرب العربي، لكن و بكل تواضع يتدخل هذا البحث, مع دق ناقوس الخطر, ليثبت عبر دراسة بالمقارنة لبعض المفاهيم الاساسية التي يحتويها التخطيطين المعماريين الغربي و الاسلامي. انتماء العمارة الاندلسية تحت ظل الاسلام للعمارة الاسلامية بشكل اساسي، و يمنحنا الوسائل الضرورية لتقييم مساهمة العمارة الاندلسية و المدجنة في تشكيل مدن المغرب الاوسط، هذا من جهة. و من جهة اخرى يحصي اهم عناصر الفن المعماري التي خلفتها السواعد الاندلسية والموريسكية في المغرب الاوسط حتى يتسنى لنا ختاما تقييم اثرهما ويكون ذلك عبر دراسات اثبتت تدخل هذه الكفاءات, و دراسة التفاصيل هندسية زينت بشكل مكثف بنايات المغرب الاوسط يعود ترويجها الى فترة تمتد من عهد المرابطين و الى غاية عهد الخلافة العثمانية.