اثر تكنولوجيا المعلومات الحديثة على تطوير التعليم الديني في العراق (دراسة ميدانية)

في ظل التطور العلمي والعولمة الذي يعيشها عصرنا في القرن الواحد والعشرون والتزاحم لعرض المعلومة و الصراع للحصول على أسرع الطرق و الأساليب للوصول الى أفضل النتائج، ادت ظهور التكنولوجيا الحديثة الى توجه العديد من المهتمين بالجانب التعليمي الديني الى اشراك التكنولوجيا بالتعليم إذ ان لذلك الأثر الكبير في جميع النواحي العملية التعليمية والتي تتمثل بطالب العلم والذي يمثل أهم محور في العملية التعليمية، ومن ثم المقررات والمناهج الدرسية والتي تعد الأساس الثابت للعملية التعليمية، ومن ثم المعلم او الأستاذ والذي يعد العنصر المسئول عن ريادة العملية التعليمية وبدوره يقوم بنقل الأثر التكنولوجي لوسائل التعليم. لا شك أن التكنولوجيا تؤثر بشكل كبير على مستخدميها في كافة المجالات، ولعل من أبرز تلك المجالات المجال التعليمي، فقد تُسهم التكنولوجيا في العملية التعليمية بشكل كبير إذا تم توظيفها بشكل جيد يفيد الطلاب والذين يمثلون المحور الرئيسي للعملية التعليمية حيث يساعدهم في عملية التحصيل الدراسي، كما أن التكنولوجيا تساعد في سد النقص الحاصل في أعداد المدرسين والأساتذة، وذلك من خلال الدروس المكتوبة على الحواسيب او من خلال الشبكة العنكبوتية (الإنترنت)، ولكن الأهم هو أن لا يتم إسائة. استخدام التكنولوجيا فيما يضر الطلاب، من إدمان الطلاب على الحواسيب والأجهزة الإلكترونية، وتضييع الوقت أمام تلك الأجهزة فيما لا ينفع، إلى جانب الإعتماد الكلي عليها وإغفال الدور المهم للعقل، الذي هو الركيزة الأساسية في العملية التعليمية. تبرز اهمية هذه الدراسة من خلال الدور الكبير للتكنولوجيا الحديثة في حياتنا المعاصرة وفي كافة المجالات وبالخصوص استخدامها في المنظومة التعليمية الدينية، فقد وفرت التكنولوجيا الكثير من الجهد والعناء للطلاب والأساتذة والباحثين خاصة بعد تزايد عدد السكان وطالبي العلم في كافة المجالات وتوفر الإنترنت وانتشاره بشكل واسع واتجاه البعض الى التوجه للتعلم عن بعد عن طريق الإنترنت. ان الهدف من الدراسة هو معرفة اثر التكنولوجيا الحديثة على التعليم الديني من خلال معرفة اهداف و متطلبات تحقيق استخدام تكنولوجيا المعلومات داخل المؤسسة التعليمية أضافة الى بيان الآثار الإيجابية و السلبية لتكنولوجيا المعلومات، وبهدف الإقتراب من الموضوعية والوصول الى استنتاجات منطقية، يقتضي منهج البحث وضع حدود للدراسة وذلك من اجل التحكم في إطار التحليل المتعلق بطبيعة الدراسة، فقد تم اختيار عينة عشوائية من طلاب الدراسات الدينية في الجامعات العراقية لغرض اجراء الدراسة الميدانية نظراً لأهميتها في مجال العمل، ولأجل اجراء الدراسة الميدانية وذلك من خلال اعتماد استمارة الإستبيان والتي تتألف من عدة محاور معدة لهذا الغرض. ومن اجل تطبيق منهج الدراسة، قمنا بتقسيم الدراسة الى اربع فقرات، حيث تطرقنا في الفقرة الأولى الى مقدمة عامة عن الدراسة والأهداف المرجوة من الدراسة اضافة الى مشكلة الدراسة و أهميتها، اما في الفقرة الثانية فإننا تطرقنا الى مفهوم تكنولوجيا المعلومات و التعليم واهميته وإيجابياته و سلبياته وسبل تطبيقه في المؤسسات التعليمية الدينية، اما في الفقرة الثالثة فتم التطرق الى الدراسة الميدانية اضافة الى اعداد الاطار المنهجي للدراسة الميدانية واستخدام الأدوات الإحصائية المناسبة في تحليل بيانات الدراسة واستخراج النتائج وتفسيرها، اما في ما يخص الفقرة الرابعة فتم عرض اهم النتائج التي توصلت اليها الدراسة في جانبيها النظري و التطبيقي وكذلك عرض اهم التوصيات والمقترحات.