تحليل سياسات التعامل مع المناطق التراثية التنمية المستدامة بالمناطق التراثية

يمثل التراث العمراني ارثا يعكس مسيرة وتطور الحضارة الانسانية عبر التاريخ, وقد تعرضت المناطق التراثية في كثير من البلدان الى تغيرات حضارية واجتماعية ادت الى تدهورها او اندثرها, الا انه اعتبارًا من القرن الماضي بدا ظهور التيارات الفكرية التي تنادي بالحماية والصيانة العمرانية لبيئة هذه المناطق التراثية وذلك لما تمثله هذه المناطق من ثروة قومية بالاضافة الى ما تحمله من قيم تاريخية وثقافية واقتصادية واجتماعية . وفى الازمنة الاخيرة زاد الاتجاه الى المحافظة والارتقاء ورفع مستوى هذه المناطق بالاضافة الى الاهتمام بالتراث والمحافظة على الطابع المعماري والعمراني لهذه المناطق, وعند الاهتمام بهذه المناطق يتسع المفهوم من مجرد ترميم وتحسين معالم المناطق التاريخية الى تحديد نطاقات الحفاظ عليها فى اطار التنمية المستدامة للمناطق التراثية و تحقيقا للتوازن بين الحفاظ على التراث العمراني و تحقيق التنمية المستدامة. تهدف هذه الورقة البحثية الى وضع منهج يحتذي به لتنمية المناطق التراثية من خلال تحديد سياسات واساليب التعامل في هذه المناطق, حيث تناولت خلفية نظرية عن المناطق التراثية بشكل عام وتحديد مفاهيمها وانواعها ومستوياتها, كما ناقشت المشاكل الخاصة بالحفاظ علي المناطق التراثية مع التركيز على عرض اساليب سياسات المختلفة للحفاظ عليها . و من اهم النتائج التى تم التوصل اليها من خلال البحث ان التحكم في حجم العمران في المناطق التراثية يعتمد على سياسات و اساليب تعامل تختلف من منطقة الى اخرى, ففي اطار المنطقة التراثية الواحدة تتعدد سياسات التعامل, لما تحتوي عليه من طبيعية متميزة وتاريخ حضاري وتتطلب معه نوعية مختلفة من التنمية المستدامة. وقد وجد ان ادماج اكثر من سياسة لملائمة طبيعة المنطقة التراثية تعتبر من السياسات الناجحة في احياء والحفاظ على المناطق التراثية.