كفاءة تطبيق قوانين الحماية من الحريق على المبانى التراثية

تتعرض المباني التراثية الى مشاكل وصعوبات، مرتبطة بالحماية من الحريق، غير موجودة في المباني الجديدة، حيث تتطلب منهج حماية من الحريق، يقوم بتوفير الحماية الشاملة لكلا من: شاغلين المبنى، والمبنى ذاته، ومحتوياته الاصيلة، وفي نفس الوقت بدون الاضرار بطابع المبنى التراثي. وبشكل عام.. يوجد نوعين من المناهج التي توفر الحماية من الحريق؛ هما: المنهج الالزامي (التقليدي)، والمنهج القائم على الاداء (غير التقليدي). وبناءا على هذين المنهجين تم وضع قوانين الحماية من الحريق الالزامية و الادائية. وفي حين انه يمكن تصميم المباني الجديدة من البداية بشكل يحقق اشتراطات القوانين الالزامية بسهولة وبساطة، فان تحقيق هذه الاشتراطات في المباني التراثية يكون اكثر صعوبة وتعقيدة. ويكون تطبيق اشتراطات القوانين الالزامية، غير كاف او مناسب في التعامل مع المشاكل والصعوبات، التي تواجه توفير الحماية من الحريق في المباني التراثية، وقد يضر او يدمر الصفات التي تعطي المباني ملامحها التراثية، بينما يكون تطبيق اشتراطات القوانين الادائية، في كثير من الاحيان، هو الطريقة الاكثر مناسبة في التعامل مع هذه المشاكل والصعوبات، من اجل تحقيق كلا من: الحماية الشاملة من الحريق، والحفاظ على الطابع التراثي، معا في نفس الوقت. وفي هذا السياق.. يتمثل موضوع هذه الورقة البحثية في دراسة كفاءة تطبيق قوانين الحماية من الحريق، بانواعها المختلفة، على المباني التراثية، التي اقيمت قبل وضع قوانين الحماية من الحريق. ولا تركز هذه الورقة البحثية على دراسة مباني تراثية او قوانين حماية خاصة بدولة معينة، بل تقوم بتناول الموضوع بشكل مفهومي عام، مع امكانية الاستفادة من النتائج على المستوى المحلي (المصرى). وتعتمد هذه الورقة البحثية على المنهج الوصفي التحليلي، المقارن؛ عن طريق الاستعراض النظرى لمفاهيم المبنى التراثي والحريق، واسباب ونتائج الحريق في المباني التراثية، ومناهج وقوانين الحماية من الحريق، ثم التحليل والمقارنة لمناهج وقوانين الحماية من الحريق المختلفة، من اجل تعيين كفاءة تطبيقها على المباني التراثية وتتكون هذه الورقة البحثية من ثلاثنة اجزاء رئيسية غير متساوية؛ هى: مقدمة تمهد للموضوه محل الدراسة, ومتن يوضح كافة جوانه الموضوع, ثم خاتمة تتضمن النتائج والتوصيات.