التنمية المستدامة بالمدينة المصرية بين الواقع و المستهدف

تحقيق تقدم في التنمية المستدامة الشاملة (اقتصادي، اجتماعي، عمراني، بيئي...)، يكون من خلال زيادة معدل النمو الاقتصادي مع تخفيف الضغوط على البيئة و الموارد الطبيعية و ضمان التوزيع العادل للثروات بين كل اقاليم و فئات المجتمع، وتقييم التنمية المستدامة عملية معقدة تحتاج الى تحديد موشرات سهلة و واضحة يمكن من خلالها قياس مدى تقدم المدن نحو التنمية المستدامة، كما تختلف طرق تقييمها من مجال لاخر حسب التخصص او الغرض المطلوب. وهناك دراسات قليلة تناولت موضوع تقييم كفاءة الخدمات و مستوى جودة الحياة بالمدن المصرية. و قد كشفت دراسات سابقة عن تدهور الوضع العمراني الحالي في مدينة العريش كمثال للمدن المصرية، و ما تم تنفيذه على ارض الواقع اقل بكتير من المستهدف تحقيقه بالاضافة الى انه غير متوافق كليا مع المخططات و القوانين...، والذي ادى الى تقامي مشاكل المدينة كتلوث الصورة المرئية لها، و تدني مستوى الخدمات ، ويهدف هذا البحث الى التحقق من مدى كفاءة الوضع الحالي للتنمية المستدامة بمدينة العريش، و ايضا تقييم مستوى كفاءة الخدمات و جودة الحياة بها و مقارنته بالمستهدف في خطط تنمية المدينة. وقد تم استخدام مجموعة من الموشرات الاساسية المطبقة عالمية بحيث تغطي قطاعات عديدة لتقييم مستوى التنمية الحالي، و ايضا القياس مستوى كفاءة الخدمات و جودة الحياة بالمدينة. وكشفت الدراسة عن ان الموشرات التنمية المستدامة بالمدينة المصرية بين الواقع و المستهدف المستخدمة لتقييم مستوى الاستدامة بمدينة العريش اظهرت فجوة كبيرة بين الوضع الحالي لمعظم الخدمات بالمدينة والمستهدف في خطط التنمية الاسترايجية لها، و اوصت بضرورة مراجعة طريقة تقديم الخدمات الاساسية لسكان المدينة بحيث تتوافق مع مستويات الكفاءة و الجودة المطلوبة و المستهدفة. كما توكد نتائج تحليل موشرات الاستدامة المدينة العريش ان هناك فجوة كبيرة من الناحية الكمية و التوعية تزيد او تنقص من معيار الى اخر للوصول الى مستوى تنافي و مكانة عالية في تصنيف المدن المستدامة.