لغة اﻟﺠﺴﺪ ﻓﻲ ﺷﻌﺮ اﺑﻦ اﻟﺠﯿﺎب اﻟﻐﺮﻧﺎطي

لغة الجسد هي تفسير لحركات جسد الانسان، وهي لغة مشتركة بين جميع البشر دون كلام، فضلاً عن كونها اصدق، واوسع من الكلام المنطوق. اي انها كشف عن مكنونات النفس البشرية بوساطة اشارات وايماءات جسدية ترسل رسالات محددة في مواقف وظروف مختلفة تظهر لك المشاعر الدفينة وتخرجها للسطح، فتصل من خلالها معلومات عن الشخص الآخر بحيث لا يستطيع اخفاء الافكار التي تدور في ذهنه، فهي رسالة صامتة يعبر بها الشخص عن خلجات قلبه وما يدور داخله من افكار بصمت ولكن بايماءات تعبر عن ذلك فكل عضو من جسده له القدرة على التعبير، كالعين ونظراتها، واليد وحركاتها، والقلب وجوارحه والتي غالباً ما يكون دورها اعظم من الكلام. وقد كان للشاعر استخدامات عدة للغة الجسد مثل العين التي جاءت عنده بمعانٍ عدة منها: العين القريرة التي عبرت عن الفرح، والعين الباكية الحزينة جراء فراق، او اشتياق، او حب، او الم، كما كانت في مواضع اخرى، كالشخص الكريم ففاضت وجادت بالدمع من خشية الله تعالى وقد اخذت لفظة (العين) عنده مساحة واسعة في ذلك المجال بكل ايماءاتها. كما صور اليد بصور عدة فهي قابضة، وباسطة وقوية ضاربة، وكريمة كالسحاب والبحر في عطائها، وكل معنى منها ادى رسالة حملت دلالات معينة. وقد كانت اليد المبسوطة مصدر الهام للشاعر، فضلاً عن اليد القوية اما القلب وهو مصدر القوة والضعف فقد استعمله الشاعر ليرسل به رسالات عبر فيها عن الخشوع تارة وتارة اخرى هو مصدر لالهام الآخرين للمعاني الانسانية المتمثلة في المودة، والحب، وغيرها من الجوارح فقد حوى ديوان ابن الجياب كثيراً من اجزاء الجسد معبراً بكل جارحة عن ما اراده في نفسه فجاء البحث بعنوان (لغة الجسد في شعر ابن الجياب الغرناطي) حاوياً كل تلك المعاني.