قراءة واعية في حديث الغدير

يعد عيد الغدير من الأعياد الكبرى في الإسلام، وهو عيد الله الأكبر، ومن أهم أعياد أهل بيت النبوة: المسمى في السماء (يوم العهد المعهود)، وفي الأرض (يوم الميثاق المأخوذ والجمع المشهود). وتعد بيعة الغدير من أهمّ قضايا الأمة الإسلامية، فهي البيعة التي تحدد اتجاه مسار الأمة الإسلامية ومستقبلها، بل ومستقبل العالم وهي من الأحداث التاريخية الهامة والمصيرية التي أدلى بها رسول الله صلي الله عليه وآله في السنة الأخيرة من حياته المباركة ولأهمية هذا الموضوع جاء هذا البحث لبيان أحداث هذه البيعة. تميَّزت بيعة الغدير باهتمام خاص من أهل البيت: وشيعتهم عند كل الأجيال. فقد ارتقى المنبر أميرالمؤمنين عليه السلام في خلافته وطلب من الصحابة أن يؤدوا شهادتهم في بيعة الغدير، ليعرف ذلك المسلمون الذين لم يحضروها. وكذلك الصديقة فاطمة الزهراء÷ حيث قالت: ما علمت أن رسول الله صلي الله عليه وآله ترك يوم الغدير لأحد حجة ولا لقائل مقالا ، وكذلك بقية الأئمة المعصومين عليهم السلام كما اهتم علماء مذهب أهل البيت عليهم السلام برواية هذه البيعة ونشرها والتأليف فيها بصورة مفصلة، لأنها تمثِّل محور العقيدة بالامامة، وتجسِّد وفاء الأمة لنبيها فى أهل بيته عليهم السلام. ومن مميزات حديث الغدير كثرة أسناده من الصحابة والتابعين، وأن كبار الحفاظ والعلماء ألفوا في أسانيده وأثبتوا تواتر أحاديثه، على اختلاف مذاهبهم. وإن هذه الميزات الضخمة تدل على الأهمية العظيمة للغدير في ثقافة الإسلام، وتثير فينا روح الغيرة على الإسلام لكي نحافظ على هذا الأصل العقائدي الرباني النبوي، وندافع عنه بكل كياننا.