الهوية الوطنية في شعر سليمان العيسى للأطفال دراسه سيميائية ثقافيه

الدراسات السيميائية الثقافية تعتبر سبلا نظرية ومنهجية بوصفها آليات ناجعة للتحليل الثقافي، قادره على النظر في العلاقات الحوارية التواصلية للمجتمع البشري. إذ تبرز هذه العلاقات عبر المفاهيم الجوهرية للكون السيميائي الذي رسمه يوري لوتمان، ومنها التقابل الثنائي، واللاتجانس، والمركز والهامش، والحدود. ومن هذا المنطلق، تعتبر الثقافه انعكاسا للفكر الانساني ومكونا جوهريا من مكونات المجتمع و مجسدّاً لهويته ومجمل سماته المميزة ونتيجة الوعي الفردي أو الجماعي بالذات. الثقافه والهوية تتشيد خلال النصوص الأدبيه؛ إذ الأدب الأطفال كعتبه الهوية يشيد بنايات الثقافه خلال الحوار مع القيم الاجتماعية والوطنية والقومية و... ويعتبر نصاً ثقافياً سيميائياً ملفتاً للاهتمام. يرتكز رائد شعر الأطفال في العصر الحديث ــ سليمان العيسى ــ على عالم الطفل خلال نغمات وترنيمات من وجهه نظر الطفل ويبني الكون السيميائي في نصّة، ليعالج قضية الهوية الوطنية للطفل العربي خلال رسم الحدود بين الذات والآخر. لضروره فهم دلالات النص الثقافي السيميائي الأدبي لأدب الأطفال، يحاول المقال أن يدرس الكون السيميائي لأشعار سليمان العيسى لتمييز مجال الأنا و الآخر ونوعية العلاقات الحوارية بينهما بالمنهج التوصيفي التحليلي حسب رؤية لوتمان. فبما أنّ الهوية الوطنية تنشأ عبر الوعي بالاشتراكات والتمايزات مع الآخر في النظام المعرفي للأطفال في موضوع الوطن فيوصل البحث إلى أنّ الشاعر يرسم الهوية الوطنية للطفل في إطار الكون السيميائي عبر عالم الواقع والخيال باستدعاء عناصر الطبيعه الصامته والمتحركة، ويرسم الحدود بين الأنا و الآخر نتيجه الحوار المثمر بين النص والقارئ؛ إذ يدخل الآخر القريب من مواطني الوطن، في الفضاء الداخلي للكون الثقافي تفاعلا مع التراث القومي والعربي الإسلامي ويمنحه الشرعية للوجود؛ ثمّ يجعل الآخر البعيد من المحتلّين والغزاه ضد معالم الكون الثقافي ليرسم الآفاق المستقبلية للجيل القادم بالمقاومه أمامه وإقصاءه وهو عامل التوتر، ويعتبره اللا ثقافي.