لغة الصوصمتيّة في ديوان أصابع المطر للشاعر العراقي حبيب السامر

مفردة الصوصمتيّه منحوته من لفظتين هما الصوت و الصمت ، و تدلّ على اقتران و امتزاج هاتين الظاهرتين في النص الواحد. للصوصمتيّه دلالات خاصّة يركز عليها الشاعر لنقل مشاعرة و انفعالاته للمتلقي، وقد نجدها حاضره بقوّة في بعض القصائد النثريّة التي اعتمدت في بناءها الفني على لغة ثنائيّة قائمه على الإيحاء. ظاهره الصوصمتيّه تُعتبَر من الثنائيات والمفارقات الضديّه التي يوظّفها الشاعر في النص للتعبير عن اللاجدوى والواقع المتناقض. وتُعدّ من أهمّ التقانات الأسلوبيّه التي شكلت حضوراً واسعاً ومكثّفاً في ديوان أصابع المطر للشاعر العراقي حبيب السامر. هذا المقال وفقاً للمنهج الوصفي  ـ التحليلي، يهدف إلى دراسة لغة الصمت وما تنتجه من أصوات و دلالات في ديوان أصابع المطر لكي يكشف الجوانب المسكوت عنها في خفايا النص الشعري. تظهر الصوصمتيّة في نصوص السامر كلغهٍ وسطيّه في أشكال مختلفه منها استنطاق الصمت وامتزاجه بالأصوات، والهرطقه الصمتيّه التي تثير المتلقي وتحرّضه على اقتحام العالم الداخلي للنص، وأخيراً الصوصمتيّه المتجسّده بالصور البصريّة كالتنقيط و التفتيت و الأشكال الهندسيّة. و قد توصّل البحث إلى نتائج أهمّها أنّ الشاعر استخدم الصمت استعمالاً مجازياً ليعبّر عن حاله التناقض والتمزّق، وعن حالاته النفسيّه وإسقاطاته الروحيّة في مواجهة اللاجدوى. و في ظل الظروف القاسيّة التي تسود العراق، الصوت عند السامر يمثّل العجز و الخواء، ويصبح عاجزاً عن إيصال الفكرة، فيمتزج مع الصمت و مدلولاته لتتشكل لغة ثالثة (صوصمتيّه) أكثر إيحاءاً و عمقاً.