نقد آراء النُقّاد المعاصرين في أبي نواس و خمرياته

لأبي نواس شخصية فذّة أثارت جدلاً حاداً بين النقّاد من القدامى والمعاصرين والتّي ما تزال تُثير حوله الكثيرَ من الجدل؛ فلايمكن التعرف علي حقيقة شخصيّته و شخصيّته الحقيقيّة إلا بعد إعادة القراءة في أغلب ما قيل حوله؛ وللوصول إلي هذا الغرض نحن بحاجة إلى نوع خاص من الحزم والحذر في قبول ما قيل عنه وما نُسِبَ إليه، وكذلك بحاجة إلى تقويم جديد لنهج حياته وطريقة تفكيره التي لاتُفهم من خلال ظاهر أشعاره، في كثير من الأحيان، ولاسيما أشعاره الخمرية. المقال الذي بين أيديكم قد تناول آراء النقاد القدامي بصوره عابره وقام بمعالجه آراء النقاد المعاصرين بشيئ من التفصيل لتبيين مقدار إفراطهم عليه بسبب التحاليل النفسية التي لا أثر لها في تحاليل النقّاد القدامي ولا أساس لها من أصل. ولإنجاز هذه المهمّة تمّ الاستناد إلي بعض الأخبار والأشعار التي سببت أن تتزايد أخبار السوء حوله وحول أمّه وإلي بعض الأبيات والقصائد التي تشير إلي الأجواء السائدة علي تلك الفتره والأبيات التي تدل علي بعض معتقداته من وجهه النظر السياسية والدينية.