نصوص ديوان هشت كتاب (الكتب الثمانية) لسهراب سبهري؛ وتأويلها من المنظور الرياضي

إن وجود المفردات والمفاهيم المتعلقة بالعلوم من مثل الرياضيات، والجيولوجيا، وعلم الأحياء، والكيمياء، والفيزياء في الشعر يؤدي إلي ظهور صعوبات شكلية و مضمونية تجعل دراستها و نقدها أمراً ضرورياً. إن العلم قرين دوماً بالدقة و إن دخوله في مجال الشعر والأدب يؤدي إلي أن يصطبغا بالدقة أيضاً كما يمنحهما شيئاً من العمق وقد يساعد علي الفهم الصحيح للشعر وقد يؤدي إلي انغلاق مفاهيمه و الرمزية فيه مما يؤدي إلي زيادة صعوبة فهمه. يعتبر علم الرياضيات من العلوم الأساسية وإن دخول مفرداته ومفاهيمه في الشعر، سيترتب عليه ظهور تطورات في الشكل والمضمون فيه كما يؤدي إلي تغيير نسبة فهم المتلقي منه وهو أمر جدير بالدراسه والنقد. تحاول هذه الدراسة استخراج جميع المفردات والمفاهيم المتعلقة بعلم الرياضيات في أشعار سهراب سپهري، محلّله العلاقة بين علم الرياضيات والأدب، وكذلك تأثير علم الرياضيات علي الشعر في إطار ديوان هشت كتاب الكتب الثمانية لسهراب سبهري، لمعرفة تأثير هذا العلم علي مدي فهم الشعر. إذ كما يري كاتبو هذه السطور فإن دخول المفردات والمفاهيم الرياضية إلي شعر سهراب سبهري كان ذا أثر كبير علي شعره، وأضفي عليه في أكثر الحالات شيئاً من الإيجاز، والتخييل، والتصوير، والدقة. وفي الوقت نفسه كان دخول هذه المفردات إلي شعره في بعض الأحيان رغم إثراء هذا الشعر وتعميق معناه سبباً في زيادة صعوباته علي الفهم وتعقيده، حيث يتطلب فهمه تدقيقاً أكثر. بحيث إن انطلاقه من قيود هذا التعقيد المحتمل، من شأنه أن يسبب سهوله التلقي والفهم لهذا الشعر أكثر فأكثر.