حافظ و سيد قطب(دراسة في المضامين الغزلية المشتركة)

خلّف سيد قطب فضلاً عن آثاره الإسلاميّة ديوان شعر يحتلّ الغزل أكبر مساحة منه. أصبح سيد قطب مولعاً بغزل حافظ إثر قراءته لترجمة عربيّة لغزله سمّيت بـ «أغاني شيراز»، أثّرت في نفسه حتّي النخاع. افتتن بأسلوبه التغزلي و منهجه العرفاني حتّي اكتسب شعره طابعاً من غزل حافظ و اصطبغ بصبغته. فشعر سيد قطب بمجمله انعكاس صارخ لغزل حافظ الحافل بالحبّ والحنان و الإنسانيّة و المعرفة. هذا ويري سيد قطب أنّ لغزل حافظ مكانه مرموقه لدي الأدباء العرب، ذلك لأنّه أعطي الشعر الوجداني العربي زخماً كبيراً وزاد فيه انتعاشاً و حيويّة يصمد بهما أمام تيارات الفسلفة الجارفة قويّاً شامخاً. وأمّا هذا المقال فهو إجراء دراسة مقارنة بين غزل الشاعرين الإيراني و المصري وهما حافظ و سيد قطب. فإنّه يهدف إلي دراسة تحليليّة للمضامين الغزليّة في شعر حافظ و سيد قطب مسلّطاً الأضواء علي جوانب مشتركة من غزلهما. مهما يكن من أمر فإنّ أسلوبنا في البحث في هذا المقال يقوم علي أساس «المدرسة الأمريكيّة» المتّبعة في مطالعات الأدب المقارن الجديدة.