الاسهامات العلمية لعلماء الموصل في رحلاتهم الى الامصار الاسلامية ( بلاد الشام -المغرب – الاندلس) من القرن الرابع الهجري الى القرن التاسع الهجري

اعتمدت الحركة العلمية في الموصل بدءاً على الرواية والاملاء بوصفهما وسيلة من وسائل طلب العلم ونشره وذلك اثناء القرنين الاول والثاني للهجرة، شانها في ذلك شان بقية الامصار الاسلامية الاخرى، الا اّنها اعتمدت تاليف الكتب في القرن الثالث للهجرة بوصفهما وسيلة لغرض انتشار العلم ونشر الكتب وتوزيعها بعد تسهيل استعمال الورق. واستمرت عملية التاليف وتوسعت فيما تلا ذلك من قرون حتى شملت العلوم جميعها التي ظهرت وازدهرت في اطار الحضارة العربية الاسلامية. كعلوم القرآن والحديث والفقه واللغة والادب والتاريخ فضلا عن علوم اخر مثل الطب والفلك. ومن بين العلوم التي عمقت التفاعل الفكري و الثقافي الارتحال في طلب العلم من لدن علماء الموصل الى الامصار الاسلامية الاخرى وكانت المغرب والاندلس من بين الامصار الاسلامية التي قصدها علماء الموصل في تلقي الاستفادة وتبادل الراي العلمي. ونتيجة لهذا التبادل الفكري و الثقافي ازدهرت الحركة العلمية في الموصل بموجبه ولاسيما في القرن السادس الهجري اذ لم يكن هناك علم من العلوم التي عرفتها الحضارة العربية الاسلامية الا وكان لعلماء الموصل مساهمة واضحة فيها ،،فالموصل تعد محطة للعلم و العلماء ونافذة للعلوم وآدابها . وهذا البحث يلقي الضوء على جماعة من علماء الموصل الكرام في رحلتهم الى الامصار الاسلامية وما حققوه من اسهامات علمية اثرت في علوم هذه الامصار.