سلطة المكان في شعر عمر بن بلحمد هيبة ديوان قلب وحجر انموذجا

حاولت في بحثي هذا ان ابين السلطة التي يشغلها المكان في اشعار عمر هيبة، فعمدتُ الى تتبع مصطلح المكان، حيث عرف المصطلح اتساعا وتشعبا لدى الدارسين خلال اشتغالهم عليه، وربما كان الاختلاف والتعدد امرا طبيعيا نتيجة لانفتاح الدراسات النقدية واستفادتها من العلوم الانسانية خاصة الفلسفة وعلم النفس والاجتماع، فظهرت الى السطح مصطلحات: الحيز، الفضاء، المحيط، الفراغ، البيئة...الخ.والاختلاف كان طفيفا بين الدارسين في تحديد الفوارق بين كل مصطلح وآخر، لكنهم في الاخير يصرحون بصوت واحد ان المكان مشتق من الكينونة والوجود الانساني، وبذلك يتجاوز معناه التقليدي المقتصر على مجرد مكان جغرافي.وبما انَّ الديوان الشعري قلب وحجر للشاعر عمر هيبة يشكل محور الدراسة، فقد حاولت جاهدا ان اتتبع سلطة المكان في ابداعه الفني، ذلك ان اختيارنا له لم يكن اعتباطيا، وانما لسبب جوهري وهو الحضور القوي لعنصر المكان، ففي نتاجه الشعري نبرة عميقة، كمتلقٍّ تجعلك تقف وقفة فضول وتساول، وتخلق في نفسك اكثر من دافع لان تخوض في تفاصيلها وجزئياتها.اذا فالمكان يمثل عنصرا رئيسيا في بناء القصيدة لدى الشاعر عمر هيبة، لذلك فقد ارتبط بمصيره ووجوده، اذ لا وجود له خارج المكان، ولا مكان له خارج وجوده. وهو ما يتجلى بصورة واضحة في الحضور القوي لسلطة المكان مصطبغة بـرمزية النحن، فمن خلاله تُستعاد ذاكرة المكان وتاخذ الفضاءات كينونتها عبر اعادة انتاجها من خلال اللغة الشعرية. وبهذا التصور يتحول النص الى مكان تمارس فيه ذات الشاعر وجودها.