الثقافة المجتمعية في مناهج تعليم اللغة العربية للناطقين بلغات اخرى دراسة تحليلية تقويمية

مع تطور البحث اللغوي التطبيقي، لم يعد تعلُّم اللغة بمعزلٍ عن الثقافة المجتمعية امرا مجديا ولا مقبولا؛ اذ بين اللغة والثقافة علاقات وترابطات وثيقة. وفي العصر الحالي، اصبح تعليم اللغة العربية وتعلُّمها من خلال الانغماس في بيئتها الثقافية والمجتمعية من بين انجع الوسائل للتعايش بين شعوب الامة العربية، وبينها وبين غيرها من الامم والشعوب التي تربطها بها علاقات وصلات متعددة الاهداف والاغراض. تفرض هذه التوجهات والعلاقات على مناهج تعليم اللغة العربية للناطقين بلغات اخرى، ايلاء الثقافة المجتمعية والتعلم بالخدمة المجتمعية الحيز الكافي من الاهتمام سواء على مستوى التصميم والبرمجة، او على مستوى التطبيقات والممارسات. يناقش هذا البحث العلاقة بين تعّلم اللغة العربية وثقافتها واهميتها في مناهج تعليم اللغة العربية للناطقين بلغات اخرى، ويبين مدى الاعتناء بم َ كون الثقافة المجتمعية في بعض سلاسل تعليم اللغة العربية، ويعرض استراتيجية مبنية على اسس ومعايير علمية لتطوير المحتوى الثقافي المجتمعي في مناهج تعليم اللغة العربية، ويقترح كيفية تفعيله تعزيزا لفاعليته في التعليم والتواصل اللغوي والثقافي، بما يخدم المجتمع العربي على الصعيد الحضاري محليا وعالميا.