التحنيط في مصر القديمة ( لماذا وكيف )

يعد التحنيط واحدا من علوم مصر القديمة ، واحد مظاهر التقدم البارع في ميدان حضارتها ، ويدل على ما بلغته العلوم المصرية من تطور كبير الى درجة انها ساعدت على حفظ آثير من الجثث سالمة لآلاف من السنين قد خلت ، فكان فن حفظ اجساد الموتى عند المصريون القدماء قد ابهر كثير من المورخين والكتاب الكلاسيكيين الذين زاروا مصر في اواخر عصور ما قبل الميلاد ومابعده امثال هيرودوتس وديودورس الصقلي ،كما ابهر من جاء من بعدهم والى الآن . والحقيقة ان عملية التحنيط التي توصل اليها المصريون القدماء لم تكن فكرتها هي مجرد الحفاظ على جثث ذويهم واقربائهم من التلف والتفسخ من منطلق الحب لهم ، بل ان فلسفة الخلود وحياة مابعد الموت ، ومايدور حولها من فكر عقائدي هي التي دفعتهم الى هذا الامر ، لذلك فان التحنيط لم يقتصر على الانسان فقط بل تعداه الى بعض الحيوانات ، لاسيما المحبوبة والمقدسة منها ، وكذلك بعض النباتات . وعلى وفق هذه المعطيات سوف نحاول في هذا البحث تسليط الضوء وبشكل مركز على كل مايتعلق بالتحنيط الذي اجري على بني البشر فقط ، ابتداء من بدايات اختراع التحنيط وحتى بلوغه مراحله المتطورة الاخيرة .