زهديات ابي العتاهية وشرف الدين الانصاري دراسة مقارنة

ان شعر الزهد بما فيه من المواعظ الدينية والحكم الاخلاقية له اثر بارز في توجيه القيم الاسلامية والقرآنية، وخاصة ان هذا النوع من الشعر مستقاة من القرآن الكريم والمصادر الاسلامية. وللعوامل النفسية والاجتماعية اثر بارز في انشاد الزهديات حيث ان الشاعر ابوالعتاهية نظرا لحالته النفسية والاوضاع الاجتماعية في العصر العباسي انشد زهدياته وفتح لها بابا خاصا في الادب العربي وجعله فنا مستقلا قائما. هذا وفي العصر العثماني ظهر شاعر كشرف الدين الانصاري ونتيجة لشيوع الانحلال الخلقي وكثرة الفتن جعل قسما من اشعاره في الزهديات. ان هذه الدراسة اتخذت اسلوبا تحليليا مقارنا وتطرقت الى اهم الموضوعات والخصائص في زهديات ابي العتاهية وشرف الدين الانصاري والنتيجة المستقاة هي ان الكثير من المضامين الزهدية كانت مشتركة بين الشاعرين وان كليهما تتمتعان بدرجة لائقة من الخصائص الفنية الا ان زهديات ابي العتاهية يشوبه شيء مما يقابل الزهد الحقيقي وهو متردد بين الزهد الحقيقي والتعلق الى حطام الدنيا ولكن زهديات شرف الدين اقل شائبة وهوانشدها من صميم قلبه وانه في البداية كان يسير على سلك الزهاد ولم يكن من الزهاد التائبين. هذا وان ادبية الادب في زهديات شرف الدين اكثر لمعانا ورونقا وبهاء وجمالا مما هو الحال عند ابي العتاهية، وان للبيئة والظروف المحيطة اثر بارز في انشاد الزهديات عند الشاعرين المذكورين. والتجربة الزهدية المشتركة بين الشاعرين واوجه التشابه في الدوافع المودية الى انشاد الزهديات دفعتنا الى اجراء هذه الدراسة المقارنة بينهما.