المسرح المديني بيت التاريخي والفني

يوجه البحث الضوء على مسرح المدينة المنورة، سواء اكان نصاً ادبياً ام نصاً ممثلا على خشبة المسرح، ويسعى الى اعمال آليات النقد الادبي ومناهجه في منتجه على فتراتٍ زمنيةٍ متلاحقة، علماً بان المسرح المديني عانى وما يزال من قلة البحوث العلمية، على الرغم من توفره على جهود جديرة بالدرس والتقصي في هذا المجال الحيوي من مجالات الثقافة والادب والفن، وقد شكّلت هذه المسببات مجتمعة محفزاً لانجاز هذه الدراسة. تتجه دراسة المسرح المديني الى مسارين: تاريخي وفني، على اعتبار ان التجربة المسرحية عامةً تشتمل على حضور تاريخي وحضور فني، وقاربت الدراسة هذا التاريخ المسرحي المنجز في حيز المدينة المنورة، كما انها قاربت مستوياته الفنية عبر المسرحيات التي انجزها مسرحيوها، وفق السوال الآتي: -هل حقق المسرح في المدينة المنورة قيمة تاريخية، وهل حقق قيمة فنية خلال مسيرته؟ وايهما تحقق بصورةٍ ابرز في مسار تجربته؟ ساعدنا على بذل هذه الجهود وجود مجموعة من التجارب المسرحية التي انجزها المسرحيون في المدينة المنورة على فتراتٍ متلاحقةٍ ، وعبر اجيالٍ متقاربةٍ ، وفي اُطرٍ اجتماعيةٍ وثقافيةٍ وسياسيةٍ متحولة، كما وجدناها فرصةً سانحة لوضع منجز مسرحي اُغفل الحديث عنه على الرغم مما بذل فيه من جهود، مثل جهود المسرحي المديني احمد عيد ابو ربعية الذي اسهم في ايصال صوت مسرح المدينة المنورة الى فضاءات اوسع، وحقق العديد من الجوائز وسجل حضوراً متميزاً على مستوى المملكة العربية السعودية وفي محافل مسرحية معروفة.