المنهج العلمي في جمع القرآن الكريم في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه

مرَّ القرآن الكريم بمراحل زمنية متعددة، وتعرض لعواصف شديدة، ولكنه بقي الوثيقة السماوية المحفوظة من تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتاويل الجاهلين، تحقيقاً لوعد الله: (انا نحن نزلنا الذكر و انا له لحافظون).وكان لجهود الصحابة والتابعين وقراء الامة اثرٌ في الحفاظ على القرآن الكريم، ومن ابرزها فعل عثمان بن عفان الذي اسس منهجاً علمياً في طريقة نسخه وتوزيعه على العالم الاسلامي، والزم الامة بالعمل بهذه النسخ، التي عرفت فيما بعد بالمصاحف العثمانية، حيث كتبت ورسمت على خط يحتمل الاحرف السبعة التي قرئت واستقرت في العرضة الاخيرة. وكان لهذه المصاحف المنسوخة والموزعة على العالم الاسلامي جهود في حفظ القراءات القرآنية التي اخبر عنها فقال: (انزل القرآن على سبعة احرف) وفي هذا البحث الموسوم بالمنهج العلمي في جمع القرآن الكريم في عهد عثمان بن عفان يجد القارئ ان جمع القرآن وتدوينه في عهد عثمان بن عفان لم يكن بطريقة مرتجلة، بل قام على منهجية علمية، تتفق اليوم مع اصول البحث العلمي في جامعات العالم، حيث تم الجمع عبر خطة منهجية علمية مدروسة، لم يكن فيها ثغرات او قفزات، بل كانت جهداً بشرياً متفقاً مع الاصول العلمية، تحفه عناية الله وتوفيقه، وكانت تلك الشروط والمعالم التي قامت عليها خطة الجمع اقصى ما يملكه الانسان في تلك الظروف البدائية في عصرهم.