الهندسة الكسرية في العمارة التقليدية

تبرز من حين لآخر جدلية العلاقة بين العمارة والرياضيات من جهة، وبين العمارة والطبيعة من جهة اخرى، وخلال الاعوام الماضية ظهرت العديد من النظريات العلمية الحديثة التي تعنى بالظواهر الطبيعية وتحاول تفسيرها، ومن هذه النظريات الهندسة الكسرية التي بدات تستخدم في العمارة لدراسة البيئة المبنية وتحليها، وظهرت بعض الدراسات التي حاولت الاستفادة من تطبيقاتها في دراسة المباني التقليدية لايجاد حلول جديدة مستوحاة من روحها ولكن دون التكرار الحرفي لمفرداتها، وذلك من خلال الاستفادة من الخصائص الكسرية الموجودة في المباني التقليدية، ومحاولة تكرارها باستخدام مواد ومفردات حديثة، بحيث تقلل من الفوضى البصرية وتحد من طمس معالم المدن القديمة وتشويهها. يناقش البحث الهندسة الكسرية ومدى وجودها في واجهات المباني التقليدية، من خلال استعراض تعريفها واهم خصائصها، ومن ثم تم تحديد عينة بحثية من المباني التقليدية، وتحليلها باستخدام برنامج Fractalyse الذي يعتمد على الكسرية، لحساب البعد الكسري للعينة ومقارنة النتائج وتحليلها وصولا الى الاستنتاجات بان العمارة التقليدية تتمتع ببنية كسرية بهدف اعتماد خصائص هذه البنية كمرجع في عملية تصميم واجهات المباني الحديثة المجاورة لها بالاستناد عليها.