محمّد الفيتوري من الياس والعزلة الى الوعي الذاتي والدعوة الى التحرّر

لقد اصبحت المقاومة من المواضيع الّتي يدور في رحابها كثير من الشعراء المعاصرين. انّ اصحاب الشّعر المقاوم يدعون الى النضال للحصول على الحرية والاستقلال ملتزمين بقضايا المجتمع والوطن. يعدّ الشاعر السوداني المعاصر محمّد الفيتوري، من اكبر هولاء الشعراء المناضلين. يدرس هذا المقال بمنهج تحليلي- وصفي، تطوّرات شعر الفيتوري النضالي مشيراً الى الجدلية بين الشعور بالنقص النفسي والتمرد الرافض في شعره. نتائج هذه الدراسة تدلّ على انّ الشاعر كان في البداية مستغرقاً في رومانسيته المتشائمة قضى قسماً من عمره بالخيالات المكنونة في نفسه الحزينة، ثمّ تغيّرت رويته الشعرية تغييراً جذرياً فتطوّر شعره من الرومانسية الى الواقعية الاجتماعية، فاصبح من روّاد شعر الرفض والتمرّد في السودان وانّ شعر الفيتوري في المرحلة الاخيرة تطوّر اكثر فلا يتعلّق بقضية افريقا فحسب، بل اصبح شعراً ثورياً عالميّاً وانّه مناجاة نفسية للتعبير عن الاحزان الموجودة في كوامن نفسه الثائرة، فافريقا صارت عنده رمزاً للتخلّص من آلامه الموجعة. وله اتّجاهَ صوفي مزيج بالرفض والتمرّد.