تجليات الرومانسية في شعر البارودي

يعدّ البارودي رائد الشعر الحديث و باعث النهضة الادبية التي رفعت شعار الدعوة الى احياء التراث الشعري القديم واعاده مجده من جديد بحيث اصبحت في ما بعد، مدرسه مميزه لها اتباع اثروا الادب العربي بابداعاتهم ورفعوا من شانه بنتاجاتهم. انّه صبّ جلّ اهتمامه في التغنيّ بآمال الامه و معالجة واقعها، فهو بحقّ شاعر كلاسيكي بكلّ ما تعنيه الكلمه. الا انه استطاع بموهبته الشعريه ان يتغلّب بين فينه واخرى على هذا الطابع التقليدي الذي قلما كان الشعر فيه يعبّر عن احساس منفعل او شعور اصيل، فاستطاع ان يصوّبه الى اتجاه الشعر النفسي والذاتي، فتمثلّت هذه النزعات الذاتيه في شعرالبارودي في نزوعه الى الطبيعه خاصه وتراوحت تجليات الذات بين مشاعر الحبّ والحزن والحنين والغربه عنده. حاول المقال ان يتناول تلك اللمسات الرومنسيه في ديوانه الذي كان يراه ترجمان حياته، على ضوء المنهج الوصفي التحليلي فينتزع تلك الخيوط السحريه محاولاً تقديمها على نسج رومنسي يلامس الروح و يداعب الوجدان ومن النتائج التي توصلنا اليها ان الشاعر حاول التعبير عن ذاتياته عبر ترسيم مشاعر الحزن و الوحدة و الغربة في المنفى و توظيف عنصر الليل في بث الشجون والاحزان بالاضافه الى التعبير عن ارق العواطف و هو الحب اما بالتغزل بالمراه و اما باتخاذ الوطن هيكلا للحب.