تجليات الانسنة في اشعار نازك الملائكة و بروين اعتصامي من منظار سوسيولوجية الادب

تُعد سوسيولوجية الادب فرعاً من فروع علم الاجتماع العام، وهي تهتم بدراسة الظواهر الفنيّة و الادبية لمعرفة بئية الشاعر و اجتماعة. و من اهمّ موضوعات السوسيولوجية الادبية التي يجدر معالجتها في النصوص الشعرية و تمحيصها هي الانسنة؛ و الانسنة تركّز على اصالة الانسان و محوريته، وهي عملية تطوير الانسان ليصبح مومناً بحقوق كل البشر في الحرية و العدالة الاجتماعية بقناعة ذاتية. وقد تجلّت ظواهر الانسنة و ابعادها بكثافة ملفتة في اشعار الشاعرتين نازك الملائكة و بروين اعتصامي؛ ففي هذه الدراسة حاولنا ان نقارن بين هذه الصور الانسانية المشتركة بينهما من منظار سوسيولوجية الادب. هذه الدراسة تهدف الى تمحيص القواسم الاجتماعية المشتركة في نتاج هاتين الشاعرتين، و تبيّن اهمّ الظواهر و الهواجس الانسانية التي شغلت بالهما وفقاً للمنهج الوصفي التحليلي وفي ضوء الادب المقارن حتى نتوصّل الى الاجواء الاجتماعية السائدة و المشتركة في المجتمعين. استخدمت الشاعرتان اداه الشعر للنظر الى القضايا الانسانية تاثّراً بالظروف الاجتماعية و السياسية، و انّنا في هذا البحث سنبيّن هذه التاثّرات في تجلّي ظاهرة الانسنة، كما نبيّن نظرتهما الى المراه، والسلطة الابوية/ البطريكية، والوقوف بوجه الظلم و الاستبداد، و الفقر، و الفجوات الطبيقيّة. وقد توصّلنا الى نتيجه مفادها انّ تشابه الظروف الاجتماعيه، والسياسيّه والثقافيه في ايران والعراق آنذاك ادّي الى تشابه كبير في فحوي اشعارهما على الاخص في مجال القضايا الانسانيّه. اشعار نازك تخرج من صميم قلبٍ تجرّع المشاكل والآلام، ولو انّها تفتقد الى روح التمرّد و التحدّي لكنّها تتخطّى حدود العراق لتشمل الدول العربية الاخرى، خلافاً لاشعار بروين التي تتّسم بمشاعر و نظرة نسائية بارزة و قد ركّزت فيها على قضايا المجتمع الايراني بكل طبقاته.