الدراسة الاسلوبيّة الصوتيّة في اقوال الامام علي (ع) عن العتاب

انّ الدراسة الصوتيّة من احدى مستويات علم الاسلوبيّة، وفيها يحاول الباحث ان يدرس البناء الصوتي من خلال رصد بعض ظواهره مثل: الاصوات المختلفة و التكرار والسّجع و التنغيم و ما يتعلّق بالبناء الصوتي. استهدف هذا البحث دراسة اقوال العتاب للامام علي (ع)، في ضوء المنهج الوصفي التحليلي، مستعيناً الاسلوبيّة الصوتيّة التي تتمحور حول بعض المكوّنات الصوتيّة كالتكرار و تكثيف الاصوات و السّجع و التّنغيم، مع الاستشهاد ببعض خطب نهج البلاغة و حكمة و رسائله. ويقصد هنا باقوال العتاب، ما وردت من الاقوال للامام علي (ع) في نهج البلاغة في مجال لتّوبيخ. ومن النتائج الّتي توصّلت اليها هذه الدّراسة انّ الامام يخلق بالاصوات المنبعثة عن الحروف جوّاً نغميّاً ليتفاعل معها المتلقي؛ فقد يضفي على الكلام نغماً متزايداً يوحي بشدّة التّوبيخ، وقد يمتزج الامام عتابه بالاصوات المجهورة و المهموسة، ليعبّر عمّا يختلج في صدره من الحزن و التوجّع. ووصلنا الى قوّة الترابط و المناسبة بين اللفظ وصوته و بين نوعيّة التّوبيخ؛ فينظر الامام الى مخاطب كلامه (المذموم) اوّلاً، وثمّ بمقتضاه، يجري الكلام و يوبّخه مستعيناً بجرس الالفاظ المختلفة، و السّجع في كلامه (ع) تابعٌ للمعنى، فكلّما اراد الامام ان يركز عليها استعان بمقومات السّجع.