جماليات المكان في قصة النبي يوسف «عليه السلام»

تعتبر سورة يوسف من اجمل قصص القرآن، حيث يرسم كافة تفاصيل ما ورد في هذه القصة منذ نعومة اظفار يوسف حتى كبره، من كونه في مصر الى غيابه الجبّ ثم دخوله مصر و بيت العزيز و قصر الملك الى حضيض السجن الذي لم يكن من حقه ان يدخل فيه ليخرجه ربّه من بعد سنين ويوصله الى اعزّ مكان حلم به في الرويا وهو ان الشمس والقمر سجدا له، فالقارئ لما حدث في القصة يرى المكان اخذ حيزاً كبيراً في احداثها، فنسبه الامكنه الواردة في القصة من الاحداث المذكورة بمنزلة اللحم و السدى لا يمكن الفصل بينهما، فعلى هذا ونظرا لان المكان يلعب دوراً هاما في بناء القصة القرآنية وتتعدّد وظائفه، حيث يقترن بالهوية و يدلّ على تفاعل ثقافي وسياسي و ديني؛ فهو العمود الفقري الذي يربط اجزاء القصة ويعدّ الاطار الذي تنطلق منها الاحداث وتسير فيه الشخصيات ويعدّ اختيار المكان وتهيئته من العناصر الفاعلة في بناء الشخصية البشرية ومن ركائز الكيان و الهوية لكل شخص، يعالج هذا البحث المكان و دلالاته في سورة يوسف، كما يهدف الى الكشف عن روية القرآن بالنسبة الى الاماكن المختلفة التي وردت فيها و الدلالات التي اكتسبتها من خلال علاقته بالانسان؛ كما يسعى الى معرفة المواقع التي تدور فيها احداث الخطابات المختلفة بين يوسف وابيه و اخوته و الشخصيات الاخرى؛ وفقا للمنهج الوصفي و التحليلي.