امية النبي والاعجاز القرآني

انّ قضية اميّة النبي(ص) تعتبر من القضايا الاشكالية التي اثارت نقاشاً طويلاً بين العلماء والباحثين منذ امد طويل، فمنهم من يذهب باميّة النبي ومنهم من يرى العكس اي انّه كان يجيد القراءة والكتابة، معتبرين انّ وصف الامي ليس بمعني الذي لا يقرا ولا يكتب وانما يعني الفرد المنسوب الي ام القري-اي مكة-، اما الذين يقولون باميّة النبي فيستندون الي الآية (48) من سورة العنكبوت وآيات اُخري من القرآن الكريم. وهناك حجج تاريخية، واحاديث كثيرة تنص علي اميّة النبي، ووفقاً لآيات القرآن واحاديث اهل البيت -عليهم السّلام- تعتبر الامية من معجزات النبي -صلّي الله عليه وآله وسلم- ذلك انّ تاليف كتاب كالقرآن يفوق طاقة انسان لا يجيد القراءة والكتابة. وفي هذا السياق تطالب الآية 23 من سورة البقرة المشركين بان ياتوا كالنبي الاميّ بكتاب كالقرآن. طرحت حتي الآن آراء عدة حول اعجاز القرآن، مُعظمها تري اعجاز القرآن في اسلوبه ومعناه، ومنها ما تعتبر اعجاز القرآن في فصاحته وبلاغته، في حين يري البعض الآخر انّ اعجاز القرآن يكمن في معناه، ويرى بعضٌ آخر كالنظّام المعتزلي انّ اعجاز القرآن بالصرفة. وقد استعانت هذه الدراسة بالمنهج الوصفي-التحليلي والسيميوطيقيا لفهم النص القرآني، ومن النتائج المهمة التي توصّلت اليها هذه الدراسة، توكيد اميّة النبي وكون هذه الامية من اهم وجوه اعجاز القرآن.