مشكلات الاستشهاد بالمصنف الادبي بين الحفاظ على الاصل و عدم المنافسة، دراسة مقارنة

يعد الاستشهاد بالمصنفات و الاعمال الادبية المنشورة من القيود المادية التي فرضتها الاتفاقيات الدولية و التشريعات الوطنية على الحق المالي للمولف، و يرجع السبب في اقامة هذا القيد لما له من اهمية كبيرة في اتاحة المجال للجميع في الاستفادة من الافكار و المصنفات الادبية المنشورة و العمل على الاستعانة بها في تقديم الجديد من الابتكارات و الابداعات التي تسهم في بناء و اثراء المعرفة الانسانية في شتى الميادين ومختلف المجالات. و لما كان الاقتباس يحقق تلك الغاية، فقد يترتب عليه العديد من المخاطر حينما لا يمارس في ظل ضوابط و مقتضيات قانونية توطر الاستعانة بتلك المصنفات و ترسم حدود فاصلة بين الاستشهاد المشروع الذي من شانه ان يدعم الافكار المستجدة في ميدان ما، و بين الاقتباس او النسخ غير المشروع الذي من شانه ان يثني القارئ عن المصنف الاصيل محل الاستشهاد و يفضي الى منافسة صاحبه منافسة غير مشروعة. لذا ارتاينا البحث في واحدة من اهم القضايا التي تثار على ارض الواقع في ميدان الملكية الادبية و الفنية، و ذلك للوقوف على الحدود التي يجب مراعاتها عند ممارسة رخصة الاستشهاد، و لاسيما انها جاءت في ظل القيود و الاستثناءات المقررة على الحق المالي للمولف، الامر الذي من شانه مراعاة القاعدة العامة في عدم التوسع في تفسير و تطبيق هذا الاستثناء.