حقيقة الاجتهادِ الاستثنائي ومسالكه

الاجتهاد الاستثنائي يلجا اليه المجتهد حال تنزيل الحكم الشرعي في ظروف استثنائة تجعل الحكم الاصلي اذا ما طبق على الواقعة لا يثمر مقصِده، ويكون مجانًفا للعدل والمصلحة؛ وهذا هو تحقيق المناط الخاص؛ فالنظر المآلي والموازنة المصلحية تقتضيان ان يعدِل المجتهد الى حكم آخر يخالف الحكم الاصلي، يستوجبه الاقتضاء التبعي للواقعة؛ حتى يبقى منطق التشريع متَّسقا في استجلاب المصالح. وقد تناول هذا البحث حقيقة الاجتهاد الاستثنائي؛ بالكشف عن مفهومه، والابانة عن المناهج الاصولية التي تنتهض به، وتكون كالاساس الذي يقوم عليه هذا النوع من الاجتهاد؛ فهي اذ ذاك جزء من حقيقته. ثم ثنيت بمبحث يبِين عن مسالك الاجتهاد الاستثنائي التي يسلكها المجتهد، مع ذكر شواهد من فقه الصحابة والائمة المجتهدين تشهد لهذه المسالك بالاعتبار، وتجعل هذا المنهج سنًنا اصي ً لا في الاجتهاد، يرسخ مبدا قيام الاحكام الشرعية على جلب المصالح ودرء المفاسد.