شهادة الصبيان بعضهم على بعض في الفقه الاسلامي والقانون الاردني

من المعلوم ان الشهادة هي من اهم الطرق التي سنتها شريعة الاسلام لاثبات الحقوق واقامة الحدود.ولا شك في ان الشاهد هو من اهم اركان الشهادة، ولذلك اسهب العلماء في ذكر الشروط التي يجب ان تتوافر في الشهود،وبينوا ان من اهم هذه الشروط العدالة.ومن المعلوم ان من اهم مقومات العدالة البلوغ الذي هو دافع للاستقامة والصلاح، اذ ان الصغير لا يقدر اثر افعاله ومايترتب عليها، فهو لا رادع له، وهو غير ملزم باحكام الشارع لعدم اكتمال عقله.لكننا نجد في واقع الحال بعض الظروف الاستثنائية التي قد تحيط ببعض احكام الشريعة الاسلامية والتي يجب ان تراعىعند اصدار الاحكام، حفظًا للحقوق وتحقيقًا لمقاصد التشريع، ومن ذلك الاحكام التي تتعلق بشهادة الصبيان – باعتبارهمغير بالغين - خصوصًا اذا كانت هذه الشهادة على بعضهم بعضًا.فهل نقول عند ذلك بشهادة الصبيان اذا لم يحضر الحادثة غيرهم حتى لا يهدر دم المقتول او يضيع حق لصاحبه؟ ام اننا لانقبل لهم شهادة ابدا.هذا ما بحثناه في هذه الدراسة من خلال استعراض آراء الفقهاء في هذه المسالة ومناقشتها والترجيح بينها.