نحو دراسات لسانية حديثة للخطاب العربي: دراسة التماسك المعجمي نموذجاً

توكد هذه الورقة ان التكرار المعجمي هو اهم مقومات النص وان التماسك النصي يتحقق اساسا عن طريق هذا التكرار. ويقترح البحث اسلوبا لتحليل النصوص العربية يعتمد القياس الكمي لحجم التماسك المعجمي فيها. اذ ساعد هذا الاسلوب، الذي يتم تطبيقه في تحليل نص عربي اصيل، على التعرف الى مدى مساهمة كل جملة في بناء النص من خلال اكتشاف حالات التماسك المعجمي في ذلك النص وقياس حجم العلاقات التماسكية لكل جملة فيه مع الجمل المرافقة. وعلى هذا الاساس يمكن التمييز بين الجمل المتماسكة والهامشية اولاَ، والجمل الاساسية والثانوية من بين الجمل المتماسكة ثانياَ، والجمل الاساسية المركزية وغير المركزية ثالثاَ. ويبيّن البحث كذلك امكان استثمار نتائج التحليل اعلاه في التوصل الى انتاج ملخصات للنص الاصلي قد تتراوح اطوالها بين 50 % و 10 % من طول ذلك النص، اذ يمكن اشتقاق مثل هذه الملخصات المركزة عن طريق حذف جميع الجمل الهامشية او تلك التي لا تتميز بمستوى عالٍ من التماسك المعجمي مع باقي جمل نص معين والابقاء فقط على الجمل الاخرى وجمعها لتكوّن فيما بينها نصوصا ً فرعية تتمتع بتمثيلية عالية للنص الاصلي التي انبثقت عنه. كما يتضح كذلك كيف ان مثل هذه النصوص الفرعية المتمثلة بالملخصات تبقى تتميز بالترابط الدلالي coherence وبالتماسك اللغوي cohesion وبمحافظتها على فحوى ومحتوى النص الاصلي.