حقيقة السماع ومراحل تقعيد اللغة

هدفت الدراسة الى سبر غور السماع اللغوي المباشر في مراحل الاولى للتقعيد اللغوي، الذي سمعه العلماء المُقَعِدون للغة بانفسهم عن الاعراب الاقحاح القاطنون في البادية، فقد وقفت الدراسة على مرحلة من مراحل تقعيد اللغة المرتكزة على اهم اصل من اصول النحو العربي وهو السماع، ويُعدُّ السماع في تلك الحقبة الزمنية مرحلة غامضة يلفها بعض الضبابية، ويشكل احدى الحلقات المفقودة في مسيرة النحو العربي. وقد خلصت الدراسة الى ان السماع المباشر كان قليلا مقارنة بالماثور اللغوي، ويرتكز على بعض القضايا الجزئية في المستوى الصرفي والصوتي والنحوي، كما ان الاعرابي كان حالة اكثر منه شخصا مُعتَمدا في التقعيد، فقد كان الاعربي يمازج بين النزعة الحضرية الطارئة على شخصه والطبع البدوي المتاصل فيه، كما اتضح جلياً بعد الدخول الى كنه السماع والعوامل الموثرة فيه تجاوز العلماء المُقعدون للحدود الزمانية والمكانية.