التطبيقات التربوية للقيم الانسانية في الاسلام دراسة تحليلية ناقدة

هدفت الدراسة الى بيان التطبيقات التربوية للقيم الانسانية في الاسلام دراسة تحليلية ناقدة، انطلاقاً من خاصية العقيدة والشريعة الاسلامية المتمثلة بمناسبتها وصلاحيتها لكل زمان ومكان، فهي القيم التي اقرها الاسلام من بداية دعوته وامر بالتخلق والعمل بها الى يوم القيامة دون تعطيل او تبديل او تعديل في اصولها. وهذه القيم التي توصل اليها الباحث من خلال المنهج الوصفي التحليلي الاستقرائي كما وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية، وذلك لبيان انسانية الاسلام ودوره في تكريم الانسان، والتعايش الانساني العالمي، والاسهام في الحضارة الانسانية، والمجال التكريمي لحياة الانسان، والمجال الاجتماعي والفكري والعلمي والنفسي والعاطفي والاقتصادي والاسري والبيئي، وقد توصلت نتائج الدراسة الى مجموعة من القيم عددها(112) قيمة تربوية، وان القيم الجوهرية من هذه القيم تتمثل بقيمة تكريم الانسان، وحفظ حياته، وحرية الاعتقاد، وعمارة الارض، وتاتي بعدها باقي القيم الاخرى، ولم يعتمد الباحث تصنيفاً او تقسيماً محدداً في عرضه التسلسلي للقيم التي توصلت اليها نتائج الدراسة، لكنه راعى في عرضها ان تكون قريبة من بعضها في المضمون، واوصت الدراسة بضرورة ان تتولى الموسسات الرسمية والخاصة في البلاد العربية والاسلامية، وخاصة التربوية منها بتربية ابناء المسلمين على هذه القيم وغرسها في نفوسهم، ونشر هذه القيم للمجتمعات الدولية غير المسلمة لتعريفهم بحقيقة الاسلام وانسانيته ، خاصة في ظل التشويه الذي تعرض له. واثبت الدراسة بان البشرية مستحيل ان تستمر في الرقي والحضارة الا بهذه القيم، بل بقاوها مرهونة بمدى بقاء هذه القيم في المجتمعات.