علم السياسة بين المرجعية الغربية والمرجعية الاسلامية

تتمحور اشكالية مقال علم السياسة بين المرجعية الغربية والمرجعية الاسلامية حول ما اذا كان يجب علينا كاكاديميين دراسة وتدريس العلوم السياسية وفقا للطرح الغربي، او وفقا للطرح العربي الاسلامي، فهناك من يرى انه يجب ان نتناول مواضيع العلوم السياسية من منظور غربي من اجل تحقيق التطور واللحاق بالحضارة الغربية، كما يستند اصحاب هذا الطرح الى مقولة ان الاسلام هو دين وشريعة، ولم يتطرق قط الى السياسة، في حين هناك اتجاه آخر يقول بسياسية الاسلام، مسترشدا في ذلك باقوال الفقهاء والمفكرين، كما يبرر اصحاب هذا الاتجاه موقفهم بان الظاهرة السياسية هي ظاهرة اجتماعية، وبما انه يوجد اختلاف في الظروف والخصائص الاجتماعية بين المجتمعات خاصة الغربية والمسلمة، فانه من الضروري مراعاة خصائصنا الحضاري في تناول الظاهرة السياسية، وان المنظور الغربي للعلوم السياسية لا يصلح لان يطبق في مجتمعاتنا. وعلى الرغم من الزخم الكبير الذي تزخر به الحضارة الاسلامية من كتب كثيرة لمفكرين عرب ومسلمين، تعرضوا فيها لكل مواضيع العلوم السياسية من الدولة الى نظام الحكم الى صفات الحاكم المثالي، الا ان جامعاتنا لا تزال تدرس وفقا للمناهج الغربية، كما ان المفكرين والاكاديميين العرب يستندون الى مراجع غربية في الكتابة والبحث. ومن اجل تجاوز هذه المعظلة اقترحت ضرورة العودة الى الموروث الفكري العربي من كتب ومخطوطات سياسية، والنظر الى ما ياتينا من الكتب الغربية نظرة ناقدة فاحصة، اضافة الى الاكثار من المولفات المشتركة بين الجامعات العربية التي تسنتد الى مصادر عربية اسلامية محضة تتوافق وخصائصنا الثقافية والحضارية.