فاعليّة الضمير في انتاج الدلالة – دراسة اسلوبية في قصيدة انشودة المطر لبدر شاكر السيّاب –

اهتمّ القدماء باستعمالات الضمير، في الخطاب اللغوي ، لما له من قيمة تعبيرية تظهر بعدا دلاليا فهذا ابن جني يشير الى انّ اللجوء الى استخدام الضمير في الخطاب انّما هو سبيل لطلب الخفة و دفع اللبس ، ووظيفة الضمير عند الزركشي هي العمل على تلاحم الناتج الدلالي عندما يتردد الدال مشيرا الى شيء سابق في السياق ، سواء اكانت الاشارة الى سابق ملفوظ او مفهوم ، او قائما على التضمين او الالتزام، فمن هذا المنطلق تعامل الشعراء مع الضمائر داخل نصوصهم الشعرية ، تعاملا ابداعيا من اجل انتاج بنى متعددة داخل الخطاب فتنوعها يشدّ ذهن المتلقي بصفة دائمة ؛ لانّه يتابعها في كل موضع من النص الشعري، محاولا الكشف عن الدلالة التي يمكن ان يكشف عنها الضمير مهما كان نوعه. تعدّ الضمائر اصغر الوحدات اللغوية التي تشارك الاسم في الاسمية وترافق باقي الوحدات اللغوية الاخرى على غرار الافعال والحروف ، وذلك من خلال اشكالها المتعددة ، كالاسناد والاستتار داخل النص؛ فانّ لها دورا بارزا في ربط الجمل بعضها ببعض، كما تعمل على تماسك النص، وكل ذلك مرهون بالدلالة. تاتي الضمائر بوصفها مرتكزات تشير الى شرايين فاعلة في نسيج النص كادوات ربط من جهة،ومن جهة اخرى كخيوط تنظم عملية بناء الدلالة، هذا الذي حاولت ان ابرزه في هذه الدراسة.