ابعاد الشخصيّه في روايه ‏«ترنيمه امراه.. شفق البحر» ‏لسعد محمد رحيم

انّ لتنوّع الشخصيّات تاثيراً حاسماً في ظهور ما يسمّى بالابعاد؛ وقد بات هذا التاثير معترفاً به فنّياً؛ وقد تعدّدت الابعاد هذه ‏ واختلفت وفقاً لطبيعه ‏الشخصيّه الروائيه. ‏وتتلخّص هذه المقوّمات مجتمعه في البعد الجسمي/الفسيولوجي، والبعد الاجتماعي/ السوسيولوجي، والبعد النفسي/ السايكولوجي.‏ تنطلق هذه الدراسه مستفيده من المنهج الوصفي التحليلي وهي تسعى جاهده في سبيل توفير مظلّه معرفيه لشخصيّات الروائي العراقي، سعد محمد رحيم، عبر البحث في روايته، «ترنيمه امراه.. شفق البحر»، وصولاً الى معرفه الخلفيه المشكّله لكلّ شخصيّه والمكوّنه لها، وليتمّ ذلك لابدّ من الكشف عن سلوكيّاتها وافعالها من خلال عرض الكيانات لديها. وتبيّن انّ الكاتب يقوم بوصف الجوانب المادّيه والاجتماعيه والنفسيّه لشخصيّاته، ومن خلال استخدامه بعض التقنيات كالمونولوج الداخلي وتيّار الوعي يكشف عن نفسيّه البطل المحطّمه وذاكرته المثقله بكوابيس الحرب ومرائرها وعبء الماضي الذي ‏ابهضه، حيث جعله نائباً عنه في شخصيّته او قناعه الذي تستّر خلفه. وكذا بقيه الشخصيّات، فهي ذات طابع مرآتي ‏او ربّما ‏تلصّصي، يعكس المشاهد التي خلّفها وهي‏ مغتربه تبحث عن هويّتها.