الصورة و المعني؛ دور المعماري المسلم في تشييد العمارة

لقد واجهت العمارة الاسلامية اليوم مشكلةً اساسيةً وهي ضياع حقيقة هذه العمارة وجوهرها والغفلة عن بُعد من ابعادها المهمة وهي العلاقة بين المادّة والمعنى. فالعمارة الاسلامية في الاغلب تلفت انتباه كثير من المستشرقين الذين ينتمون الى ثقافات مختلفة وحضارات متنوعة، فلذلك هذه الجماعة في بحوثهم عن العمارة الاسلامية يكتفون بدراسة مظاهر جمالها الخارجية، ويغفلون عن حقيقة هامة وهي انّ الزخارف والزركشات والتنميقات المتمثلة في هذه العمارة في ظاهر الامر ليست الا مظهراً وصوراً خارجية، والحقيقة المغفولة عنها هي انّ العمارة الاسلامية بوصفها لها امكانية لان تتغيّر وفقاً للتغيرات الزمنية والمكانية.فهذه الدراسة تهدف الى كشف حقيقة هامّة وهي وجوب التفكيك بين جمال العمارة الاسلامية البصري والحقيقة الكامنة وراء هذا الجمال الظاهري.وتتناول هذه المقالة العلاقة العميقة الموجودة بين الصورة والمعني في العمارة الاسلامية،كما تدرس العلاقة الوثيقة بين الفنّ الذي يمارسه المعمار المسلم كفنّان وبين افكاره، فهناك دلالات واضحة تدلّ علي انتقال المفاهيم من عالم المعني الي عالم الصورة والمادّة، والامر كذلك بالنسبة لموضوع الرموز وفكّها في هذه العمارة، حيث تنتقل الرموز ايضاً من عالم المعنى الي عالم الصورة، فهذا هو الموضوع الذي يزيد من اهمية العمارة الاسلامية بالنسبة للعمارات الاخرى. بناءً على ذلك فانّ التجلي من اهمّ مراحل تبديل المعنى بالصورة، اي ايصال الغياب الى الظهور، هذا الظهور يمتلك صوراً متفاوتة في دائرة الحوزات الفنية المختلفة.