من المعايير الضائعة في الفكر المقاصدي: التَّتبُّع

تهدف الدراسة الى توعية المجتمعات الاسلامية باهمية معيار التتبُّع في ظلّ الفضائح المتتالية التي شهدها العالم في المجال الزراعي والغذائي تحت هاجس التنافسية. ويتمثّل هذا المعيار الذي يندرج في مقاصد السلوكيات التي تتعلق بمآلات الافعال في تتبُّع جميع مراحل انتاج وتحويل وتوزيع المواد المعدّة للاستهلاك البشري. واستخدمت الدراسة المنهج الاستقرائي التحليلي فضلا عن دراسة ثلاث حالات ميدانية لمنتجات غذائية مستوردة الى السوق السعودي. من اهم النتائج التي توصلت اليها الدراسة: اولا: ضرورة العناية بالمقاصد التي تحدّد السلوكيات بالنظر الى مآلات الافعال الى ابعد من مقاصد الموجودات التي تتمحور اساسًاحول العقود، للحفاظ على الصحة البشرية، ووقايتها من مخاطر الامراض، وتقليل تكاليف الرعاية الصحية. ثانيا: انّ معيار الوضوح الذي اشار اليه محمد الطاهر بن عاشور، ومعيار الشفافية الذي اشار اليه عبد الله بن بيه في ادبيات مقاصد التصرفات المالية ليسا كافيين بالنظر الى تعقيد هندسة وتطوير المنتجات الزراعية والغذائية. ثالثا: انّ المخاطر الصحية التي تواجه المنتجات الزراعية والغذائية تتطلب ضبط مفهوم الحلية وفق سياق نظري وعملي يستند الى دراسات ميدانية دقيقة. وتوصي الدراسة المجامع الفقهية لدراسة المخاطر الجديدة التي تحدق بالقطاع الزراعي والغذائي، ومن ابرزها: استنساخ الحيوانات، وهندسة الانسجة، والجسيمات النانوية. كما توصي ببناء منظومة ذكية تفاعلية في دول منظمة التعاون الاسلامي لتتبع المواد الزراعية والغذائية.