المعايير الاسلامية للحوكمة الرشيدة

الحوكمة الرشيدة من اظهر وجوه الحكم والادارة في النظام الاداري الاسلامي، وتهدف الحوكمة الرشيدة الى ضبط ميزان العمل الاداري بميزان الشرع الاسلامي الحكيم، وتحقيق اعلى معدلات الرشد الاداري بما يتفق واصول الشريعة الاسلامية ومقاصدها الكلية، ويهدف هذا البحث الى بيان ان الشريعة الاسلامية هي الحاكمة على مجمل مكونات الحكم والادارة، في اطار منهج الرشد والوسطية، ومن ثم فان الاخذ بها على هذا الوجه ضمانة اساسية لتحقيق اعلى درجات الكفاءة الادارية والاصلاح والتطوير لتكون الدول الاسلامية في مصاف الدولة المتقدمة، وهذا البحث يتبع المنهج التحليلي مع المقارنة بما عليه في النظم الوضعية؛ لبيان سبق واولوية الحكم الشرعي في مجمل مجالات الحكم والادارة، واكتشف البحث ان الحوكمة الرشيدة تجد اصولها في كثير من المبادئ الكلية للشريعة الاسلامية التي توجب المساءلة والرقابة والشفافية، والتنزه عن الفساد المالي والاداري الناتج عن ضعف القيم الايمانية، وانخفاض مستوى الاخلاص للعمل، وعدم الالتزام بالامانة والصدق والنزاهة، واتقان العمل وحب الذات، وضعف روح الاخوة، وعدم وجود القدوة الحسنة، وتفشي المحسوبية، والمجاملات الشخصية.