چكيده فارسي :
ارتكز قيام الشريعة الاسلامية على مبدا الكرامة الانسانية ؛ لينفي عن الانسانية الذل والمهانة بشقيها المادي والمعنوي , وليرسخ في النفس الانسانية العزة بعبوديتها لله سبحانه وتعالى واقامة منهجه على وجه الارض , فكان التصور الاسلامي لمبدا الكرامة الانسانية تصورا متكاملا لمقوماته الاساسية والثانوية, شاملا لابعاده المادية والمعنوية ,عادلا في اقرار الخاص منه والعام بين العباد, متوازنا في ترسيخه في جوانب الشخصية الانسانية على نحو ينتج عنه تنمية الانسان الخليفة لله على ارضه بمنهجه التشريعي . فلقد كفلت الشريعة الاسلامية للانسان كرامته منذ بدء خلقه واستمرت تدعم هذا المبدا بمنهج تربوي يقوي غرسه في الروح الانسانية , بتاصيله في عقيدتها , اخلاقها واعمالها بروية متزنة متكاملة تتلاءم مع طبيعتها ذات الاصل والنشاة الطيبة الكريمة المتميزة عن بقية خلق الله تعالى, مما جعل الكرامة الانسانية تمثل الصورة المشرقة للحقوق الانسانية والواجبات الشرعية, والروية الجلية لبناء مجتمع يكفل لكل فرد قيمته. ووفق هذا التصور يمكن تصنيف الكرامة الالهية للانسان وفق ركيزتين اساسيتين تتعلق الاولى باصل الكرامة الانسانية وانواعها والتي يعتني بها المبحث الثاني الموسوم بانواع الكرامة للذات الانسانية, بينما تتعلق الثانية بالذات المكرمة من حيث ابعاد الكرامة المتصلة بها بين الخاص والعام ويعالجها المبحث الثالث الموسوم بابعاد الكرامة الانسانية ؛ ليكن البحث هادفا تاصيل مبدا الكرامة الانسانية في ضوء التصور الاسلامي ببيان ابعادها التربوية . ولقد تناول البحث المحاور الاتية : المبحث الاول : مفهوم الكرامة الانسانية ومكانتها في التصور الاسلامي . المبحث الثاني : انواع الكرامة للذات الانسانية في التصور الاسلامي : ( الكرامة المادية , الكرامة المعنوية ). المبحث الثالث : ابعاد الكرامة الانسانية في التصور الاسلامي : ( الكرامة العامة والخاصة)