شماره ركورد :
46879
عنوان مقاله :
الاداء الصوتي في القُرآن الكريم واثره في انتاج الدلالة الايحائية في قصتي موسى و يوسف (عليهما السلام)
پديد آورندگان :
الدخيلي, هادي غالي رضا كلية الآداب - العلوم الانسانية, ذي قار, العراق
از صفحه :
325
تا صفحه :
358
چكيده فارسي :
ليسَ يَحفى على اَحدٍ ، انّ مادة الصوت ، هو مظهر الانفعال النفسيّ ، وانّ هذا الانفعال بطبيعتهِ، انّما سبب في تنوع الصوت ، بما يخرجهُ فيه مدّاً اَوْ غنّةً اَوْ شدّةً وبما يهيء له من الحركات المختلفة في اضطرابهِ ، وتتابعهِ على مقاديرَ تنسابُ ما في النفس من اصولها ، ثمَّ هو يجعل الصوت الى الايجاز ، والاجتماع ، اَوْ الاطناب ، والبسط ، بمقدار ما يكسبهُ من الجودة والانتفاع. انّ الحديث كلَّ الحديث في موضوع الاداء الصوتي في القُرآن الكريم يمكن في اَمرين : الاول : يتمثل في كون القرآن الكريم يحمل ايقاعاً كامناً من حيث النّبرُ ، والتنغيم ، اللذانِ ينسجانِ ومضمون الآيات القُرآنية الكريمة. والثاني : انّ القارئ الواعي للقُرآن الكريم يَسْتَشْعُر بوجدانه ذلك الايقاع ، فيحاول ابرازه، وتحويله من القوة الى الفعل ، وهذا الاداء الذي استشعره القارئ من المضمون القُرآني ، ومحاولة اظهاره الى المستمع بصورة صوتيةٍ او بطريقةٍ فنيّةٍ ، فهو هذا الحال مُتَدَبّرٌ كم طرازٍ ممتاز. وهذا ما ظهر عند نُخْبةٍ من القُرّاء الذي انفرد به بحثنا دون سابقة ، وهو رصد الطاقة التعبيرية في المستوى الادائيّ والمتاَتّية من الممارسةٍ النُطقيّة ، للقرّاء المصريين دون غيرهم، لما انفردوا به من الذائقة الصوتية في ادائهم التلاوة المعبّرة والمفسّرة للكلمة القُرآنية، وتوظيف الادوات الفنيّة المتفق عليها في فنِّ التجويد ، للتعبير عن مكنون اسرار النص القُرآني ، وباسلوبٍ فَنّيٍّ له القدرة على رسم الصورة ، وابراز المعاني ، واقناع المتلقي ، وهذا ما ظهرَ جليّاً في قَصَصِهِ ، لاسيما في قصتيّ ، موسى ويوسف ـ عليهما السلام ـ اّذْ انَّ القُرآن الكريم ، يَحملُ وظيفةً دلاليّةً ، و وظيفةً جمالية ، عندما يعرض القصّة القُرآنية وَفْقَ اُفقها الواقعيّ ، فَتَمْلَاُ الفراغ الحرفي للقصّة اولاً ، وثانياً : تَشْحَنها بالدلالة العاطفيّة ، اي انَّ القُرآن الكريم يتجاوز الاشكالية المتمثلة في كون القصص القُرآني ، انّما هو اعادة انتاج الواقع وِفْقَ رويةٍ فنيّةٍ قد لا تكون متطابقة للواقع ، بل فيها الكثير من التقوّلات، وهي من خيال المولف وبنات افكاره(1). ومن الملاحظ ، انّ كُلَّ كلامٍ مصوغٍ صياغةً خاصة ، بل حتّى الكلام التداوليّ قد يقابل التنغيم ، غير انَّ قابليتَهُ للتنغيم لا يكشف عما يكمن فيهِ من مضمون قد يطغى احدهما على الآخر ، غير ان ما نجده في القرآن الكريم مختلفاً جذريّاً عن ذلك ، فانّ اقتضاءه للنغم يمتاز بالارتباط الحيويّ العميق ، انْ لم نقلْ الذاتي لنغمٍ معين ، ولهذا كان لفن المقامات الصوتيّة ، والنغمات التعبيريّة التي رافقتها اجتهادات شخصيّة لَاْقَتْ المقبوليّة عند المتلقي في ـ المدود ، والوقف ، والابتداء ، والقراءات ، فكان في اداء النُخبة ، والعيّنات التي اختارها بحثنا من قصّتيّ ( موسى و يوسف ـ عليهما السلام ـ ) والذي تجلّت فيها ، هندسةً صوتيّةً ، موحيِّةً ، ونادرة ، اَدّتْ الى الخشوع القلبي ، مبتعدةً عن التطريبِ ، والترعيدِ والتخزين ، اذْ انَّ قراءة القرآن الكريم غايةً ، وليست انغاماً ، واصواتاً حسنةً ، بل تدبّرٌ فيه شجىً شفيف يدخل وعاء القلب ، ويُشنَّفِ الآذان عند سماعهِ ، فضلاً عن ذلك ، انّ القُرآن الكريم ، وعاءٌ للايقاع اكبر واعظم من ان يُحسّنهُ او يُزيّنهُ نغمُ مقامٍ مهما بَلَغ المقام بنغماتهِ في التاثير النفسيّ على قلب السامع ، فهو كما يقول البيّنيون من باب التشبيهِ المقلوب ، اذْ تقول العرب : عرضتُ الحوضَ على الناقة ولمْ تقلْ عرضتُ الناقة على الحوض ، وهذا ما سعينا في اثباته في ان المقام يصبُّ في وعاء القُرآن ، وليس العكس ، اذْ اِنَّ القُرآنَ الكريمَ بعصمتهِ الفنيّة وايقاعه ، وعاءٌ الفاظهُ مقصودةٌ لمعنى مقصود ، وهذا سرُّ الاعجاز الفنيّ المتمثل في نَظْمهِ. ومن هنا نلاحظ ، انَّ الايحاء المتَولّد من المستوى الادائيّ للقرآن الكريم ـ تلاوةً وترتيل او تجويد ـ له القدرة في تحويل اللغة من مستواها الاعتباريّ الى مستواها الحسيّ ، والعقلي ، بمعنى آخر انَّ تلاوة او تريتل او تجويد القارئ وفقَ طريقةٍ خاصة ، يمكن لها ـ اذا كان القارئ على مستوى عالٍ من الاجادة ، انّ يحوّل المدلول اللفظيّ من كونه مدلولاً اعتباريّاً الى كونه مدلولاً حسيّاً مشاهداً او عقليّاً ، وهذا يَرقى بمستوى الاداء اللفظي الى ما فوق اللغويّ.
كليدواژه :
الاداء الصوتي , الدلالة الايحائية , المقامات , عينات من القراءن
عنوان نشريه :
جامعه ذي قار
لينک به اين مدرک :
بازگشت