امين الريحاني: اديب ذو افكار فلسفية

تتضمن كتابات الريحاني، في الريحانيات، نصوصا عدة تركز، بجزء كبير منها، على آراء الريحاني وافكاره الخاصة حول الفلسفة. اما اختياري فقد وقع على نصين وهما: في ربيع الياس والرسول الاسمى. ولدى قراءة هذين النصين، يندفع القارئ الى التساول بشان هذا النوع من الفلسفة وتجسدها في افكار الريحاني واعماله. وهذان النصان غنيان لانهما يتضمنان صورا وامثلة ملموسة، وبامكانهما ان يعززا العمل التحليلي لهذه الفلسفة بوضعها بالشكل الملائم في المكان المناسب، وفي عصرها الحقيقي. اضف الى ذلك ان المقارنة تجري ضمن هذين النصين، بين افكار الريحاني المرتبطة بالفلسفة المثالية والفلسفة البراغماتية، والفلسفة الواقعية، في ما خص الانسان وتعقيده، والعالم المحيط به، والكون الذي ينتمي اليه، والقيم والمبادئ التي يومن بها، وبالتالى المعرفة التي يسعى الى امتلاكها. ويسلط هذا البحث الضوء على الريحاني شخصا واديبا ذا افكار فلسفية. ولقد اصبح الريحاني من الادباء الكبار الذين يتمتعون بروية فلسفية عميقة كدانتي والقديس بولس والفيلسوف سقراط وغيرهم من الفلاسفة الذين تركوا بصمة مميزة من خلال اعمالهم وفلسفتهم. اما آراء الريحاني الفلسفية، فتجعلنا نتساءل ما اذا كانت اراوه هذه مثالية فحسب كافلاطون وديكارت ام هي آراء قابلة للمناقشة والتعديل والتحول كما ارادها الريحاني نفسه.