ديوان يحدث دائما لسامي مهدي مثالاُ

لا يمنعُ انْ يتداخلَ الفن السردي بالشعر الغنائي ،وهذا التداخل قد يودي الى تغييب عناصر سردية وظهور اخرى في القصيدة، فضلا على ذلك ان توظيف فنون السرد في القصائد الغنائية يجعل من هذه الاخيرة تختزل الكثير من القصة التي تحاول الاخبار عنها ،وهذا يعني اننا لا نجد تحولا جذريا من القصيدة الغنائية الى القصيدة السردية الخالصة . ايضا انعكست على القصائد ذات المنحى السردي احادية الصوت وهي سمة غنائية مما ادت الى ان يكون الحوار قليل الدرامية ويكون الراوي مهيمنا ،وتلك الهيمنة طوعت الشخصيات الاخرى لوجهة نظره فسيّرهابحسب ارادته فكان يعرف ما بداخلها وهو ما يعرف بالروية من الداخل ،وهذا ما قربه الى الغنائية . اما الزمان والمكان فنادرا ما نجد الاجناس السردية تخلو من المحددات الزمنية لكن ذلك لا يندر في الشعر ،في حين لاحظنا انه قد يرد المكان موهِما خياليا في الشعر بينما تسعى السرديات الى تجسيد واقعية المكان . ينحاز الوصف في اغلب الاحيان في القصيدة الغنائية الحديثة الموظِّفة للسرد الى الترميز الشعري اكثر منه للتزويق ، ولم يقتصر الوصف في الانحياز الى التقنيات الغنائية بل ان مستويات اللغة فيها تنحاز الى الوظيفة الشعرية .