عنوان مقاله :
ظاهرةُ الاقتباس في شعر ابي الفضل الطهراني دراسة بلاغية
پديد آورندگان :
اللهيبي, حسين عبد العال جامعة الكوفة - كلية الفقه, العراق
چكيده فارسي :
يعدُّ الاقتباسُ احد فنون البديع الذي عرفته البلاغة العربية منذ عهدٍ مبكر ، وكان يعرف بالذوق ، ويتاتّى بالسليقة ، بعيداً عن التكلُّف والصنعة ، ثم ما لبث انْ شاع في العصور المتاخرة حتى غدا ظاهرة لها اهميتها في الدرس البلاغي شانه في ذلك شان غيره من المحسّنات البديعية : كالجناس والتورية ، واذا كان الاقتباس يتمثّل بتضمين المتكلم كلامه شيئاً من القرآن الكريم والحديث الشريف ؛ فانّ ذلك ممّا يزيد النص الذي يرد فيه وضوحاً وتاثيراً ، ويكسبه حينئذٍ حسناً وقوةً ، ويملوه اشراقاً وبهاءً ؛ وهو اكثر فنون علم البديع اثراً وجذباً وتاثيراً ؛ لما للقرآن من موقع مستحسن في النفوس . ويظلُّ الاقتباس مظهراً من مظاهر التعبير الفني الذي يستعين به الاديب في التعبير عن مشاعره واحاسيسه ، بما يودّي دلالة تعبيرية تسهم في تقرير المعنى في ذهن المتلقي وتجعله مقبولاً لديه ، كما يشهد لصاحبه بتمكّنه من القرآن الكريم ، والبصر بدقائق اسراره ، وقدرته على الافادة منه . ويمتلك الاقتباس خصائص ابداعية ، بعيدة الغور ؛ كونه يجمع بين معنيين مختلفين احدهما المعنى الذي يريده النص القرآني المقتبس ، والمعنى الذي ساقه الشاعر ؛ مع ما يثيره في نفس المتلقي من تاملات ، ويدفع اليه من مقارنات ؛ وذلك عن طريق تسخير قدرة الاقتباس الخارقة في تلوين المضمون بظلال مبتكرة ، والوان متنوعة ، فتضفي على المعنى جمالاً ، وتزيده قوة ، فضلاً عن عمق التاثير ، وجمال الاسر ، وروعة الاداء . ومن هنا جاءت هذه الدراسة محاولة جادة للوقوف على القيمة البلاغية والجمالية لهذا الفن من خلال دراسة بنيته دراسة تحليلية ، وكان شعر ابي الفضل الطهراني مادة تطبيقية لهذا الفن ، اذ الّف فيه الاقتباس ظاهرة اسلوبية متينة لا تقلّ شاناً عن غيره من فنون البديع الاخرى الواردة في شعره ؛ فضلاً عن الصور والمشاهد الغنية والدقيقة التي استعارها من القرآن الكريم ، قصد الاستعانة على تاييد المعنى المقصود وتقويته ، واضفاء صفة القداسة والتبجيل للامر الذي يتحدّث عنه .. .