الاستخدامات الحضرية للمياه في المدن العراقية حالة الدراسة (مدن الفرات الاوسط)

توثر المياه بشكل فاعل في حياة الانسان وجميع متطلباته ، فهي الموشر الاساس في نموه و تطوره وبخاصة في بلد نام مثل العراق الذي يقع تحت تاثير مناخ جاف في الغالب والمتطرف في العديد من خصائصه ، تستعرض ورقة الدراسة الاستخدامات الحضرية للمياه في مدن الفرات الاوسط ذات النمو السكاني العالي والتي تعتمد بشكل كبير في سد متطلباتها المائية بشكلمباشر على مياه نهر الفرات الذي يجري في اراضيها ، ويتم انتاج واستهلاك المياه من قبل السكان مباشرة ، لقد سجلت معدلات استهلاك المياه الحضرية في عموم منطقة الفرات الاوسط ارتفاعا كبيرا في قيمة الانتاج الفعلية للمياه و توزعت طبيعة استخدامات المياه الحضرية بين الاستخدام المنزلي والتجاري والصناعي والحكومي شكل الاستخدام المنزلي للمياه للشرب و الطهير والغسيل على قائمة سلم استهلاك المياه الحضرية في عموم المنطقة تلاه الاستخدام التجاري ثم الاستخدام الصناعي و الحكومي الامر الذي اسهم في رفع متوسط نصيب الفرد من حجم المياه الحضرية المنتجة في عموم المنطقة في الوقت الحاضر وفي المستقبل الى نسب كبيرة تصل الى 350 م 3 /للفرد بحلول عام 2021 تقابله زيادة سكانية تصل الى اكثر من 7,6 مليون / نسمة في عموم المنطقة . شهدت المنطقة ارتفاع معدلات الهدر و استنزاف المياه بشكل ملحوظ سببها عدد من العوامل المكانية و الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للمجتمع منها ارتفاع معدلات النمو السكاني الاجمالي في المنطقة تقابله زيادة سريعة في معدلات التحضر السكاني ، فضلا عن ارتفاع نسبة تلوث المياه و تدهور نوعيتها بالكيفية التي يلجا معهاالسكان الى الاساليب التقليدية او الحديثة في تنقية المياه والذي يتسبب بدوره في استنزاف كميات كبيرة من المياه المنتجة في المنطقة مضافا الى رخص تسعيرة المياه المنتجة وضعف الرقابة الحكومية على جباية الاموال المقابلة لانتاج المياه ، ولذلك لابد من ايجاد وسائل مناسبة لا دارة المياه والتعامل معها وترشيد استخدامها للتقليل من معدلات الهدر والضائعات المائية المتولدة بفعل سوء استخدام المياه وذلك عن طريق اتباع بعض الخطوات العملية التي تاتي في مقدمتها مسالة توعية المجتمع بترسيخ ثقافة ترشيد استخدام المياه من ناحية ، وصعوبة الحصول عليها وشحتها من ناحية اخرى.