مكانة الصحابي الجليل سلمان الفارسي (رضي الله عنه) في القرآن والسنة النبوية

العراق مهد الحضارة الانسانية في تاريخه البعيد، قامت على ربوعه اقدم المنشآت الحضارية، وحفل تاريخه باروع الصفحات ، وساهم مساهمة كبيرة في بناء التاريخ البشري والحضارة الاسلامية والانسانية. ضمت منه ثرى عدد كبير من مراقد الانبياء، والائمة الاطهار واضرحة الاولياء والصالحين والصحابة الكرام .ومدينة المدائن في محافظة بغداد واحدة من المدن العراقية التي تضم ثرى عدد من المراقد الصحابة من بينها مرقد سلمان الفارسي (رحمة الله عليه) فمرقده يهدي الى زائريها المعاني المثلى فيعيش دومة زواره اجواء روحانية عابقة ثنير القلب وثنعش الروح، وتوقظ الضمير وترغب في العبادة وشوق الى مراقي الايمان والتقوى والمحبة والولاء. فسلمان من الشخصيات الربانية التي كانت بمثابة الشمس الساطعة تحيط بها الكواكب من كل جانب . فكان خيرا فاضة، حبرا عالما، زاهدة متقشفة. فهو من ابرز الصحابة الاوائل الذين قربهم النبي من نفسه وقلده وسام الشرف بالقرابة بقوله: «سلمان منا اهل البيت»، كما يعد من الشيعة الاقحاح الذين وقفوا بجانب اميرالمومنين الامام علي (ع) طيلة حياته المباركة .فكان سلمان انسان رسالية ولم يكن انسانة عادية. وكان في بعض مواقفه يمثل مواقف امير المومنين الامام علي (ع). ولا غرو ولا عجب ، فهو تلميذ الامام وواحد من اكثر الناس اخلاصا له.فمهمة هذا البحث عبر المنهج التوصيفي - التحليلي - تقديم قراءة معرفية عن الصحابي الجليل سلمان الفارسي والتي كانت آراوه السديدة وافعاله الرصينة وسلوكه القويم له الاثر المنشود في نشر الثقافة المحمدية والعلوية الصحيحة، ثم تبين دوره البارز في الحفاظ على الرسالة المحمدية والتي دعمها في حياته بكل ما استطاع ووقف كالجبل الشامخ في وجه العواصف التي ارادت النيل من النهج النبوي والنهج العلوي. فينطلق البحث من حقائق ويستدل بالدلائل ليبرز اسئلة ان لها ان تبرز، ثم ينشد اجوبة قد نصل اليها او يجعل منها منشدا يرسم منه منهج جديد لبحوث قادمة. وقد ارتانيا تقسيم البحث على محطتين اساستين:فالمحطة الاولى تناولت البعد الايماني والجهادي والبعد الديني له مما جاء في القرآن واحاديث اهل البيت (عليهم السلام) والسيرة الاجتماعية والسياسية للصاحبي الجليل سلمان المحمدي وفي المحطة الثانية آثرنا تسليط الضوء على مرقده الشريف بالمدائن وتبين اهميته التاريخية والدينية باعتباره رمزا اساسية للوحدة الاسلامية والتعايش السلمي بين كافة الطوائف الدينية والاعراق في تلك المدينة الشهيرة.