اهميةُ جَمعِ المخطوطاتِ في تحقيقِ كُتُبِ الحديث وضَوابطُ اختيارِها (ويتضمن الموازنة بين مناهج المُحَدِّثين و قواعد المُحَقِّقين المتاخرين)

رسم المحدِّثون للامة منهجاً سديداً يحفظ لها دينها وتراثها، ومن ذلك ارساوهم قواعد تحقيق النصوص، وقد جاء هذا البحث ليبين اهمية الاستقصاء في جمع النسخ وتتبع الاصول، ويحذّر من مخاطر الاخلال به، ويُحدِّد الضوابط المثالية لاعتماد ما يصلح من النسخ في عملية التحقيق، وما لا يصلح، وذلك من خلال ما نصَبه المحدِّثون من معالم، وما توصلوا اليه من خلال تجاربهم الرائدة. وعمل هذا البحث على التنويه بانموذج فريد في هذا المضمار، وهو النسخة اليُونِيْنِيّة من صحيح الامام البخاري، طبّق فيها صاحبها قواعد المحدِّثين العليا وطريقتهم المثلى، في وقت لم يكن فيه للكثير من الناس في هذا السبيل آثار تُقتفى ولا معالم تُرتجى، ولو توافرت للمحدِّثين السابقين الاسباب المهيَّاة في زماننا، لاتوا بالعجب العُجاب