اثر تحول وسط الكتابة العربية الى الكتروني في تفاقم ازمة الانقطاع الحضاري

الكتابة هي من اعظم انجازات البشرية التي مكنت الامم من التواصل مع الامم الاخرى، وكذلك بين اجيالها عبر ازمانها المتعاقبة بوساطة التدوين. ومهدت ظروف اقتصادية، سياسية، اجتماعية، وتقنية لتطور اساليب الكتابة وتعددها. الا ان تطور اساليب الكتابة لم يكن خاليا من المساوئ تماما، بل حمل في طياته مخاطر كثيرة من اهمها ابتعاد الاجيال اللاحقة، المتمتعة بالاساليب المتقدمة في الكتابة، عن تراثها المكتوب باساليب كتابة قديمة. اطلق على ظاهرة ابتعاد الاجيال الناشئة عن نتاج امتها التاريخي الثقافي والمدني اسم الانقطاع الحضاري.ويحدث الانقطاع الحضاري ،في عصرنا بعد ظهور التدوين الالكتروني. وهذا البحث يعرض اثر ظهور التدوين الالكتروني في تفاقم ازمة الانقطاع الحضاري عن التراث العربي والاسلامي بالتحديد، وسبل المعالجة من خلال تحويل الكتابة المطبوعة والمخطوطات الى الوسط الالكتروني باستخدام تقنية تمييز الحروف الضوئي (Optical Character Recognition - OCR)، ثم اخضاعها للتدقيق اللغوي والنحوي، يدويا وآليا. يعرض البحث المحاولات العديدة لحل هذه الازمة والمشكلات التي واجهتها، ويقترح الاساليب والمتطلبات الداعمة لحلها، من ذخائر لغوية وادوات معالجة اللغات الطبيعية ودراسات لسانية حاسوبية وغيرها، في محاولة لطرح روية لابعاد المشكلة وآفاق الحلول المتاحة و المستقبلية.