الردود الشعرية علي شُبهات الوهابية

الشعراء الرساليون، الذين يرتبطون ارتباطاً وثيقاً بأحداث المجتمع، لايمكن أن تسمح لهم حصيلتهم الثقافية وخبرتهم وإدراكهم السليم للأمور وملاحظاتهم الدقيقة في التطور الظاهري والباطني للحياة، أن يعيشوا في عُزلة عن قضايا مجتمعهم ومشكلاته. ولاشك أنَّ الكارثة الوهابية التي أصابت العالم الإسلامي، هي من أهم قضيا وأحداث الأمة الإسلامية، فسوّل لها الشيطان أعمالها، فحادت عن الحق وعدلت عن الصراط السوي وزاغت عن طاعة الله تعالي، فتمذهبت وأدخلت في الدين من الأباطيل التي ما أنزل الله بها من سلطان، ولم تقم عليها دليل ولابرهان. فتجنَّدة الأمة المحمدية للردِّ عليها بما يدحض فاسد حجتها. فنشرت الحناجر دلائل رَّدِ شُبهات الوهابية. فجاءت كلماتهم مساندة للعقيدة الإسلامية، لتكون شهادة شرف تُسجّلها القصيدة المقاتلة والكلمة الصامدة، بوجه الشّر والطغيان والزّيف والافتراء والبهتان. فردَّت قصائدهم الشُّبهات التي قصدت دعائم الإسلام وهدفت أركان الدين والانشقاق بين المسلمين، ذلك بسحر البيان وحكمة الكلام تارة، وبالعقل والنقل تارة أخري، وعبر الأساليب الشعرية والتراكيب البيانية، دفاعاً عن العقيدة وذباً عن الدين. فنحن في هذا المقال بصدد دراسة تلك الردود الشعرية، التي ردَّت الوهابية، بأدلَّة قاطعة وحُجَجٍ باهرة، وعن طريق المنهج الوصفي_ التحليلي، مع وقفة وجيزة في تأريخ الوهابية ونشأتها.