دراسة تاريخيّة ونقدية حول نسبة مخطوطة رسائل الأدب لأبي الفضل بن العميد

تعدّ المخطوطات من أهمّ ما بقيت لدينا من تراث لابدّ من إحيائها على ما فيها من غنى فكري وأدبي ولغوي، وقد دفعنا هذا الحافز إلى أن نستوقف عند جملة من الرسائل المنسوبة إلى إبن‌العميد، بصفته أحد كتّاب القرن الرابع للهجرة، الّذي دوّى اسمه في عالم السياسة والأدب، وما خلّفه من الكتابات والرسائل مبهرة للعقول والنفوس؛ فاتّخذ من السجع وأساليب البيان والبديع منوالًا يهتدى به اللاحقون؛ أما النسخ المخطوطة التي وقف عليها الباحثان، فيها من التراكيب والجمل ما يماثل رسائل إبن‌العميد؛ ومنها ما يخالفها تاريخيًا وأسلوبيًا، الأمر الّذي حدا بهما إلى نبش المصادر التاريخية ليتأكّدا من الأسماء والأماكن الواردة في رسائل الأدب المنسوبة إليه، ووصلا إلي النتيجة أن الرسائل المنسوبة إلى إبن‌العميد في المخطوطة ليست له؛ بل هي لكُتّاب أعجميين لم تبتعد حياتهم عن عصرنا، لكنّ الباحثان بعد غورهما الطويل في مصادر الأدب والتاريخ لم يحصلا على اسم كاتب المخطوطة أو كتابها؛ وسبب الانتساب على ما يبدو هو إقحام آرائهم الشخصية في آراء إبن‌العميد وتشويه صيته ومكانته.